التهاب الكبد الفيروسي سي:
فيروس سي أو فيروس التهاب الكبد من النوع سي هو أحد أمراض الكبد الشائعة، والذي يحدث بسبب عدوى فيروسية يمكن أن تحدث ضرراً كبيراً للكبد إذا لم يتم علاجها بالشكل المناسب، ويمثل هذا الفيروس تحدياً كبيراً للأطباء حيث يمكن أن يحتاج وقتاً طويلاً قبل أن يصبح قابلاً للكشف في التحاليل المخبرية، فمتى يظهر فيروس سي في التحاليل ؟ وهل يختلف ذلك بين شخص وآخر؟
فيروس سي ينتقل بالطريق الدموي بين شخصين، ويتم ذلك غالباً في حالات تلوث الإبر المستخدمة في إعطاء الأدوية، وبعض الحالات النادرة في السنوات الأخيرة من نقل الدم من شخص مصاب إلى آخر سليم.
ما الفرق بين التهاب الكبد سي الحاد والمزمن؟
غالبية حالات الإصابة بفيروس الكبد سي تكون من النوع المزمن أو طويل الأمد، وهو النوع الذي يستمر في الجسم حتى يتم علاجه دوائياً والتخلص من الفيروس، وفي السنوات الأخيرة ازدادت حالات الشفاء من هذا النوع بسبب التطور في صناعة الأدوية المستخدمة في علاجه.
أما النوع الحاد من الإصابة بفيروس سي أو قصير الأمد يظهر بشكل أبكر من سابقه مع أعراض واضحة وهو أكثر استجابةً للعلاج التقليدي منه، أما طرق العلاج الحديثة فتعتمد على مراقبة الحالة الحادة وإمكانية شفائها دون علاج، وهذا ما يحصل في ربع الحالات، وفي حال تطوره للشكل المزمن فإن العلاج يتم بالمضادات الفيروسية ذات الفعالية المباشرة.
إذا أصيب الشخص بعدوى فيروس سي فإن الجسم يحتاج إلى فترة حتى ينتج المقدار الكافي من الأجسام المضادة antibodies ليتم كشفها عبر التحاليل المخبرية لأضداد الفيروس، وهي التي تسمى فترة الحضانة أو النافذة.
تمتد هذه الفترة عادةً لمدة 4-10 أسابيع من لحظة التعرض للفيروس، وبعد مرور ستة أشهر معظم المرضى سيكونون قد طوروا أجساماً مضادة كافية ليتم كشفها عبر تحليل أضداد فيروس التهاب الكبد سي، ولكن في حالات نادرة فإن الأمر يحتاج إلى تسعة أشهر تقريباً لظهور الفيروس سي في التحاليل.
يجب التأكد من إمكانية العدوى بالفيروس سي عبر إجراء تحليل كشف الفيروس لكل من الحالات التالية:
بعد التعرض للفيروس يحتاج الجسم إلى وقت للتعرف عليه وبدء تكوين الأجسام الضدية كاستجابة مناعية للالتهاب بعد تمييز أجزاء من الفيروس تسمى الحمض النووي الريبوزي RNA.
إذا أجرى المريض التحليل بشكل باكر خلال فترة الحضانة أو النافذة فقد ينتج عنه نتيجة سلبية كاذبة، أي أن الفيروس موجود لكنه لم يكشف خلال الفحص وبالتالي يجب إعادة التحليل بعد فترة من الوقت. لذا لا يمكن التأكد من نتيجة الاختبار إلا عند تجاوز فترة الحضانة المتوقعة.
يستخدم الأطباء فحص أضداد الفيروس سي عادةً لكشف حالات الإصابة بالفيروس، عند وجود أضداد الفيروس في التحليل (نتيجة إيجابية) فإن المريض قد تعرض سابقاً لالتهاب في الكبد بهذا الفيروس.
بعض الأشخاص يصابون بالفيروس لكن الجهاز المناعي في أجسامهم يقضي عليه خلال بضعة أشهر، أما البعض الآخر فإن أجسامهم تعجز عن مقاومة الفيروس فتتحول الإصابة إلى الشكل المزمن من التهاب الكبد الفيروسي سي، ويكون في حالات كثير غير مترافق بأي أعراض حتى يتمكن الفيروس تماماً من الجسم.
يتم متابعة نتائج تحليل كل شخص معرض للإصابة بالفيروس سي على النحو التالي:
تدل هذه النتيجة على أن المريض غير مصاب بالفيروس سي غالباً، أو أنه ما زال في فترة الحضانة للفيروس ولم تتكون الأضداد الكافية للظهور في التحليل.
إذا كان المريض من الحالات المعرضة بشدة للإصابة فإن الطبيب قد ينصح بإعادة إجراء التحليل بعد عدة أسابيع للتأكد من النتيجة.
تدل النتيجة الإيجابية على أن المريض قد تعرض لالتهاب الكبد الفيروسي سي في أحد مراحل حياته، وقد طور الجسم أجساماً مضادة لهذا الفيروس.
ولكن هذه النتيجة لا تعني أن المريض ما زال يحمل إصابة فاعلة بالفيروس، فقد يكون جسمه تخلص تماماً من الفيروس لكن أضداده مازالت موجودة في دم المريض. وقد يطلب الطبيب في هذه الحالة فحوص إضافية مثل:
ما زال الباحثون غير متأكدين من إمكانية تكوين مناعة في الجسم ضد الفيروس بعد الشفاء منه، فقد ذكرت بعض الأبحاث أن امتلاك أضداد للفيروس ضمن الدم لا يقي المريض من العدوى مرة أخرى بالفيروس ولم يصبح المريض محمياً منه.
ولكن ثبت أن وجود الأضداد الفيروسية في الجسم يساعد على مقاومة أكثر فعاليةً وتأثيراً ضد الفيروس في حال الإصابة به مرة أخرى.
الكثير من المرضى المصابين بالتهاب الكبد بالفيروس سي لا يعانون بأي أعراض للمرض، بينما بعض المرضى يمرون ببعض الأعراض التالية:
منذ سنوات عديدة يستخدم دواء الإنترفيون Interferon في علاج حالات التهاب الكبد الفيروسي سي، وهو على شكل عدة حقن على امتداد عام كامل. وقد يتم مرافقته بدواء الريبافيرين Ribavirin لتحسين فرصة الشفاء.
حديثاً أصبحت الأدوية الفموية أكثر فعاليةً ويمكن استبدال الإنترفيون فيها مثل دواء سوفوسبوفير Sofosbuvir والذي أثبت فعاليته في علاج الالتهاب بنسبة شفاء عالية.
إذا لم يتم علاج التهاب الكبد الفيروسي سي الحاد بالشكل الكافي فإنه قد يتطور لشكله المزمن والذي له اختلاطات عديدة خطيرة مثل تشمع الكبد وزيادة نسبة الخطر للإصابة بسرطان الكبد.
لتجنب العدوى بالفيروس سي فإنه يجب الالتزام بالنصائح التالي ذكرها:
اقرأ أيضاً: التهاب الكبد أ - Hepatitis A
المراجع
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/hepatitis-c
https://www.cdc.gov/hepatitis/hcv/index.htm
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hepatitis-c/symptoms-causes/syc-20354278