الكزاز ـ التيتانوس Tetanus

الكزاز ـ التيتانوس Tetanus
Doctor

الكزاز ـ التيتانوس Tetanus

الكزاز عدوى بكتيرية خطيرة تسببها المطثية الكزازية، تصيب الجهاز العصبي وتتسبب في شد العضلات في جميع أنحاء الجسم. عدوى الكزاز غالباً ما تسبب تقلصات عضلية في الفك والرقبة، ومع ذلك يمكن أن ينتشر في النهاية إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد تكون العدوى مهددة للحياة إذا تركت دون علاج.

 

وفقاً للأبحاث فإن ما يقارب 10 إلى 20 % من حالات عدوى الكزاز قاتلة، وتوجد البكتيريا في التربة والسماد والعوامل البيئية الأخرى،فيمكن للشخص الذي يتعرض لجرح بجسم ملوث أن يصاب بالعدوى. ويعد الكزاز حالة طبية طارئة، وهي تحتاج إلى علاج الجروح العميقة والمضادات الحيوية، ولحسن الحظ يمكن الوقاية من العدوى من خلال استخدام اللقاح. إلا أن هذا اللقاح لا يعطي مناعة دائمة، وهناك حاجة إلى حقن جرعة معززة كل 10 سنوات لضمان المناعة.

 

الأعراض

تظهر أعراض الكزاز عادةً بعد مرور حوالي 7 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى، ومع ذلك يمكن أن تظهر من اليوم الرابع إلى حوالي الأسبوع الثالث. وبشكل عام كلما كان موقع الإصابة بعيداً عن الجهاز العصبي المركزي، كلما زادت فترة الحضانة، ويميل المرضى الذين يعانون من فترات حضانة أقصر إلى ظهور أعراض أكثر حدة.

 

تشمل أعراض العضلات تشنجات وصلابة عضلية، وعادة ما يبدأ التصلب في العضلات المسؤولة عن المضغ، ومن هنا جاء اسم الكزاز، ثم تنتشر التشنجات العضلية إلى العنق والحلق مسببة صعوبات في البلع. وغالباً ما يعاني المرضى من تشنجات في عضلات الوجه بشكل عام، وقد تنجم صعوبة التنفس عن تصلب عضلات الرقبة والصدر، فيما تتأثر أيضاً عضلات البطن والأطراف لدى بعض الأشخاص. أما في الحالات الشديدة يتقوس العمود الفقري للخلف مع تأثر عضلات الظهر، ويكون هذا أكثر شيوعاً عند الأطفال المصابين بعدوى الكزاز، وبشكل عام يعاني معظم المصابين أيضاً من الأعراض التالية:

 

  • براز مدمى.
  • إسهال.
  • حمى.
  • صداع الرأس.
  • حساسية للمس.
  • التهاب الحلق.
  • التعرق.
  • تسرع في ضربات قلب.

 

الأسباب

يسبب مرض الكزاز بكتيريا تسمى Clostridium tetani أو المطثية الكزازية، وتستطيع جراثيم المطثية الكزازية البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة خارج الجسم، وهي توجد بشكل شائع في روث الحيوانات والتربة الملوثة، ولكنها قد توجد في أي مكان تقريباً.

 

عندما تدخل المطثية الكزازية الجسم، فإنها تتكاثر بسرعة وتطلق ذيفان    tetanospasmin وهو سم عصبي، عندما يدخل مجرى الدم، فإنه ينتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم مما يسبب أعراض الكزاز المذكورة سابقاً، ويتداخل  هذا الذيفان مع الإشارات التي تنتقل من الدماغ إلى الأعصاب في النخاع الشوكي ثم إلى العضلات، مما يسبب تشنجات العضلات وتيبسها. تدخل المطثية الكزازية إلى الجسم بشكل رئيسي من خلال جروح الجلد غالباً، ويساعد تنظيف وتعقيم أي جرح بشكل كافٍ على منع الإصابة بالعدوى. وتشمل الطرق الشائعة للإصابة ما يلي:

  • الجروح الملوثة باللعاب أو البراز.
  • الحروق.
  • الإصابات الهرسية.
  • الجروح التي تشمل الأنسجة الميتة.
  • آثار الجروح.

 

فيما تشمل الطرق النادرة للإصابة بمرض الكزاز ما يلي:

  • الإجراءات الجراحية.
  • الجروح السطحية.
  • لدغ الحشرات.
  • الكسور المركبة.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
  • الحقن في العضلات.
  • التهابات الأسنان.

 

الكزاز غير معدي من شخص لآخر، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم، ولكنه أكثر شيوعاً في المناخات الحارة الرطبة ذات التربة الغنية، كما في الأماكن المكتظة بالسكان أيضاً.

 

كيف يتم تشخيص الكزاز؟

كلما تم تشخيص المريض بالكزاز مبكراً، كان العلاج أكثر فعالية. يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل للجسم للتحقق من الأعراض، مثل تصلب العضلات والتشنجات المؤلمة، وعلى عكس العديد من الأمراض الأخرى، لا يتم تشخيص الكزاز بشكل عام من خلال الفحوص المخبرية، ومع ذلك قد يستمر الطبيب في إجراء هذه الفحوص للمساعدة في استبعاد الأمراض ذات الأعراض المماثلة. والتي تشمل:

  • التهاب السحايا وهو عدوى بكتيرية تصيب الدماغ والحبل الشوكي.
  • داء الكلب وهو عدوى فيروسية تسبب تورم المخ.

يبني الطبيب أيضاً تشخيص الكزاز على تاريخ اللقاح الخاص بالمريض، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالكزاز إذا لم يتم تمنيعه باللقاح أو إذا تأخر في الحصول على جرعة معززة.

 

العلاج

يعتمد العلاج على شدة الأعراض، يُعالج الكزاز عادةً بمجموعة متنوعة من العلاجات والأدوية، مثل:

  • المضادات الحيوية: مثل البنسلين penicillin لقتل البكتيريا، أو الميترونيدازول metronidazole ، ويمكن إعطاء التتراسيكلين tetracycline للمرضى الذين لديهم حساسية من البنسلين أو الميترونيدازول.
  • الغلوبيولين المناعي للكزاز (TIG): لتحييد السموم التي خلقتها البكتيريا في الجسم.
  • المرخيات العضلية : للتحكم في التشنجات العضلية مثل باكلوفين baclofen .
  • مضادات الاختلاج: مثل الديازيبام diazepam والذي يساعد على استرخاء العضلات لمنع التشنجات وتقليل القلق والعمل كمهدئ.
  • لقاح الكزاز مع العلاج و تنظيف الجرح للتخلص من مصدر البكتيريا.

 

ويُعرَّف الجرح المحتمل الإصابة بالكزاز على النحو التالي:

  • جرح أو حرق يتطلب تدخل جراحي يتأخر لأكثر من 6 ساعات.
  • جرح أو حرق يحتوي على كمية كبيرة من الأنسجة الميتة.
  • أي إصابة من نوع الوخز التي تلامست مع السماد أو التربة.
  • الكسور الخطيرة حيث يتعرض العظم للعدوى مثل الكسور المركبة.
  • جروح أو حروق لدى مرضى الإنتان الجهازي.

 

ويجب أن يتلقى أي مريض مصاب بجرح مذكور أعلاه الغلوبولين المناعي للكزاز (TIG) في أسرع وقت ممكن، حتى لو تم تطعيمه. يحتوي الغلوبولين المناعي للكزاز على أجسام مضادة تقتل المطثية الكزازية، يتم حقنه في الوريد ويوفر حماية فورية قصيرة الأمد ضد الكزاز، وفي بعض الحالات يتم استخدام إجراء جراحي يسمى التنضير لإزالة الأنسجة الميتة أو المصابة. أما إذا كان هناك صعوبة في البلع والتنفس، فقد تكون هناك حاجة إلى أنبوب تنفس أو جهاز التنفس الصناعي.

 

المضاعفات

يمكن أن تتسبب التشنجات العضلية الشديدة الناتجة عن الكزاز في حدوث مضاعفات صحية خطيرة، مثل:

  • مشاكل في التنفس بسبب تشنجات في الحبال الصوتية (تشنج الحنجرة) وتشنجات العضلات التي تتحكم في التنفس.
  • الالتهاب الرئوي (التهاب في الرئتين).
  • تلف في الدماغ بسبب نقص الأكسجين.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • كسور العظام وكسور العمود الفقري بسبب التشنجات العضلية.
  • عدوى ثانوية بسبب المكوث في المستشفى لفترات طويلة.
  • الصمة الرئوية: يمكن أن ينسد أحد الأوعية الدموية في الرئة ويؤثر على التنفس والدورة الدموية، سيحتاج المريض بشكل عاجل إلى العلاج بالأكسجين والأدوية المضادة للتخثر.
  • الفشل الكلوي الحاد: يمكن أن تؤدي التشنجات العضلية الشديدة إلى تدمير العضلات الهيكلية التي يمكن أن تتسبب في تسرب بروتين عضلي إلى البول، هذا يمكن أن يسبب قصور كلوي حاد.

 

الوقاية

يمكن أن يمنع اللقاح عدوى الكزاز، ولكن فقط إذا تم تلقي جرعات معززة في الموعد المحدد، ويُعطى لقاح الكزاز بشكل روتيني للأطفال كجزء من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي، والذي يُطلق عليه أيضًا حقنة DTap، هذا لقاح ثلاثة في واحد يقي من الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز. ومع ذلك فإنه لا يوفر حماية مدى الحياة، يحتاج الأطفال إلى الحصول على جرعة معززة في عمر 11 أو 12 عاماً. يحتاج البالغون بعد ذلك إلى لقاح معزز يسمى لقاح Td (للكزاز والدفتيريا) كل 10 سنوات بعد ذلك، ويمكن أن يساعد العلاج المناسب وتنظيف الجروح أيضاً في منع العدوى.

 

الخلاصة

يمكن أن يكون الكزاز قاتلاً بدون علاج، الوفاة تخدث بشكل أكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار وكبار السن، والعلاج السريع والمناسب سيحسن الإنذار. الإصابة بالمرض لمرة واحدة لا تعني أن الشخص لن يصاب ثانيةً، فلا يزال هناك خطر الإصابة مرة أخرى يوماً ما إذا لم تكن هناك حماية بواسطة اللقاح. من النادر جداً تسجيل حالات عن حدوث الكزاز لدى الأشخاص الذين تم تحصينهم بالكامل والذين تلقوا لقاحاً أو جرعة معززة خلال السنوات العشر الماضية.

المصادر:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/163063

https://www.healthline.com/health/tetanus

https://www.webmd.com/vaccines/qa/what-is-tetanus

https://www.cdc.gov/tetanus/about/diagnosis-treatment.html