هشاشة العظام أو الـ Osteoporosis هذا المرض الشائع بشكل كبير عند الأشخاص كبار السن، والذي تتغير معه بنية العظم مما يؤدي إلى حدوث كسور مؤلمة جداً، وقد تؤدي كسور إلى مضاعفات قد تهدد حياة المريض المصاب بهشاشة العظام Osteoporosis.
يمكن أن تصيب هشاشة العظام Osteoporosis الأشخاص في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعًا عند كبار السن، وترتبط نسبة الإصابة بهشاشة العظام بالعرق والجنس، فنسبة الإصابة بهشاشة العظام عند النساء الأكبر سنًا اللائي تجاوزن سن اليأس أكبر مما هي عليه عند الرجال. وخاصة عند النساء ذوات البشرة البيضاء والنساء الآسيويات.
في الولايات المتحدة وحدها تقدر نسبة المصابين والمعرضون لخطر الإصابة بهشاشة العظام بأكثر من 53 مليون شخص.
يتعرض الأشخاص المصابون بهشاشة العظام لخطر الإصابة بالكسور العظمية أثناء القيام بأنشطة روتينية مثل الوقوف أو المشي. وتعتبر عظام الضلوع والوركين والعظام في الرسغين والعمود الفقري هي الأكثر إصابة بالكسور.
ويمكن تدبير ومعالجة مرضى هشاشة العظام عبر تغيرات في الروتين اليومي للمريض أو ما يسمى نمط الحياة بالإضافة الى أهمية المعالجة الدوائية الخاصة بكل مريض على حدى، بالإضافة إلى بعض خطوات العناية الخاصة التي يجب على المرضى اتباعها لتجب الآثار السلبية لهشاشة العظام.
لا من أن نتعرف على البنية العظمية قبل أن نبدأ في شرح هشاشة العظام،
تتكون عظام الجسم من نوعين هيكليين: الأول ذو شكل كثيف يسمى العظم القشري cortical bone والثاني ذو شكل يشبه الشبكة يسمى العظم الإسفنجي Spongy Bone أو Trabecular Bone.
تشكل العظام القشرية الطبقة الخارجية الصلبة لجميع العظام في الجسم وتتشكل منها عظام الجمجمة وعظام الأضلاع. وتوجد العظام الإسفنجية بشكل أساسي داخل الفقرات (الأجزاء الداخلية من العمود الفقري)، وداخل النهايات العظمية للعظام الطويلة مثل عظم الفخذ (Thigh Bone).
يحتوي الجزء الداخلي من العظم السليم على مسافات صغيرة، تشبه في مقطعها قرص العسل. وعندما تصاب هذه العظام بهشاشة العظم ترقق ويزداد حجم الفراغات في بينة العظام، مما يؤدي إلى فقدان العظام لقوتها وكثافتها. بالإضافة إلى ذلك، ينمو الجزء الخارجي من العظم بشكل أضعف وأرق.
وسنوضح هذه التغيرات البنيوية على عظم الفخذ (Thigh Bone)، ففي الحالة الطبيعة لعظم الفخذ الطبيعي، يوجد العظم قشري على طول الجزء الخارجي من جذع عظم الفخذ، والعظم الإسفنجي داخل نهاية العظم، بالقرب من مفصل الورك.
أما في حالة إصابة عظم الفخذ بهشاشة العظام نلاحظ تغيرات بنيوية، كنقص في بنية العظم الإسفنجي، وكذلك ترقق العظم القشري الخارجي. وسنوضح في الصورة التالية هذه التغيرات البنيوية:
تسمى المرحلة السابقة للإصابة بــ هشاشة العظام Osteoporosis بــ قلة النسيج العظمي أو الــ Osteopenia. وتحدث قلة النسيج العظمي عندما يُظهر فحص الكثافة العظمية أن كثافة العظام لدى المريض أقل من المتوسط الطبيعي المناسب لعمر المريض، كما أنها ليست منخفضة بما يكفي لتصنيفها على أنها إصابة بهشاشة هشاشة العظام.
إن قلة النسيج العظمي Osteopenia قد لا تتطور لمرحلة هشاشة العظام إذا تمت معالجتها باكراً. وتطورها إلى مرحلة الإصابة بهشاشة العظام مرتبط بعدة عومل سنذكرها لاحقاً.
من الجدير بالذكر بحيث أن عظام الجسم تكون في حالة تجديد دائم، أي الجسم يكوّن نسجاً عظمية جديدة ويفكك النسج القديمة أو المتضررة. لذلك يكون الجسم في مرحلة الطفولة يصنع عظامًا جديدة أسرع من تفكيكه للعظام القديمة وبالتالي تزيد مع هذه العملية الكتلة العظمية استجابة لمتطلبات نمو الجسم. في أوائل العشرينات، تتباطأ هذه العملية، ويصل الجسم إلى ذروة الكتلة العظمية بحلول سن الثلاثين. ومع تقدم العمر، تبدأ الكتلة العظمية بالتراجع.
وعند الإصابة بـ هشاشة العظام Osteoporosis ترقق العظام وتؤدي إلى كسور مؤلمة جداً. وذلك بفعل نقص الكثافة العظمية الكبير. إذ تفقد الكتلة العظمية كثافتها بشكل أسرع مما تتكون من جديد. فيُعيد الجسم امتصاص المزيد من الأنسجة العظمية وينتج نسجاً أقل لاستبدالها. وهذا ما يسبب تشوهاً في بنية النسج العظمية بحيث تصبح العظام مسامية وضعيفة جداً لدرجة أن تنكسر بسهولة.
في أغلب الأحيان تحدث الكسور في عظام الورك والفقرات وبعض المفاصل الطرفية، مثل الرسغين، وتعتمد مدى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام جزئيًا على مقدار الكتلة العظمية التي حصل عليها الجسم في مرحلة الشباب.
تقدر مؤسسة هشاشة العظام الدولية (IOF) أن أكثر من 44 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون حاليًا من هشاشة العظام. وحوالي 4 مليون مصاب في مملكة المتحدة وأكثر من 500 ألف شخص سنوياً يراجعون المشافي لتلقي العلاج والرعاية بعد الكسور الناتجة عن الإصابة بهشاشة العظام.
يُطلق على هشاشة العظام اسم "المرض الصامت" لأن المريض قد لا يلاحظ أي تغييرات أو أعراض في المراحل المبكرة من هشاشة العظام الى أن يحدث كسر في العظم. وتكون فترة بداية هشاشة العظام غير عرضية وغير ملحوظة، في حين تكون عظام المريض تفقد قوتها وبنيتها السليمة تدريجياً وعلى مدى سنوات عديدة. وتعتبر الكسور العظمية في العمود الفقري هي سبب شائع للألم طويل الأمد.
بمجرد أن تبدأ العظام بالضعف الناتج الإصابة بــ هشاشة العظام، قد تظهر على المريض علامات وأعراض تشمل:
يمكن لعدد من العوامل أن تزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام - بما في ذلك عمر المريض وعرقه ونمط حياته والحالات الطبية والعلاجات التي يتلقاها المريض. وتنقسم هذه العوامل إلى ستة مجموعات رئيسية:
نظرًا لأن فقدان كتلة العظام عند المصابين بهشاشة العظام يحدث على مدى عدة سنوات، ولا يعاني أغلب المرضى من اي أعراض أو علامات تدل على المرض حتى فوات الأوان، فإن الاكتشاف المبكر لفقدان العظام أمر بالغ الأهمية في الوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام.
وهذا هو سبب أهمية الفحوصات الطبية. وتُعرف الاختبارات التي تكشف عن الإصابة بهشاشة العظام باسم اختبارات كثافة معادن العظام (BMD) Bone Mineral Density، ويُعرف هذا الاختبار باسم قياس كثافة العظام. هذا الاختبار آمن وغير مؤلم، ويمكنه قياس كثافة عظام بدقة كبيرة. ويمكن أن يخبرنا اختبار كثافة المعادن بالعظام BMD ما إذا كان الشخص مصابًا بهشاشة العظام أم لا، ومدى احتمالية إصابته به في المستقبل، ويمكن أن تساعد نتائج الاختبار على اتخاذ قرارات قد تمنع حدوث الكسور أو توقف الفقدان السريع لكتلة العظام.
إن هدف علاج هشاشة العظام هو إبطاء أو وقف فقدان العظام ومنع الكسور. وينقسم علاج هشاشة العظام إلى مجموعات:
يجب على الأشخاص الذين المصابون بهشاشة العظام العمل مع مقدمي الرعاية الصحية لتحديد السبب الأساسي لهشاشة العظام وعلاجه. على سبيل المثال، إذا كان المريض يتناول دواء يسبب فقدان الكتلة العظمية، فقد يخفض الطبيب جرعة هذا الدواء أو يختار دواء آخر. كما يمكن أيضًا تناول بعض الأدوية المعتمدة للوقاية أو العلاج من هشاشة العظام المرتبطة بالشيخوخة أو انقطاع الطمث.
بعض الخطوات المهمة للوقاية من هشاشة العظام:
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بهشاشة العظام، فتحدث إلى طبيبك حول أفضل طريقة للوقاية منه.
المصادر:
https://www.nhs.uk/conditions/osteoporosis/
https://www.webmd.com/osteoporosis/default.htm
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/osteoporosis/symptoms-causes/syc-20351968
https://www.bones.nih.gov/health-info/bone/osteoporosis/overview