تعتبر الغرغرينا من الحالات المرضية الخطيرة التي يمكن أن تسبب أذية غير قابلة للشفاء لمنطقة الإصابة، تحدث هذه الحالة بسبب نقص في وصول التروية الدموية بما تحمله من الأوكسجين إلى النسج مما يؤدي إلى موتها. وهي تصيب أي منطقة في الجسم ولكنها أشيع ما تبدأ في أصابع القدمين وأصابع اليدين، وحيث أنها يمكن أن تحدث بسبب بعض الجراثيم يتساءل الكثيرون هل الغرغرينا معدية ؟
يتحول جلد المنطقة المصابة إلى اللون الأخضر والأسود، وقد تنتشر الإصابة إلى الأعضاء الداخلية حيث يمكن أن يسبب انتشار الغرغرينا في الجسم إلى دخول المريض في صدمة إذا لم يعالج بشكل عاجل.
هناك نوعان رئيسيان لها وهما الأكثر شيوعاً مثل الغرغرينا الجافة والرطبة، ومنها غرغرينا فورناير والغرغرينا الداخلية والغازية وهي قليلة الحدوث.
أشيع ما يحدث هذا النوع منها في المرضى الذين يعانون من أمراض وعائية، الداء السكري، والأمراض المناعية، يبدأ عادةً بشكل بطيء مقارنةً بالنوع الرطب، وأكثر ما يصيب اليدين والقدمين عند وجود اضطراب في وصول الدم للمنطقة مما يمنع عنها الأكسجين اللازم لحياة الخلايا.
ومع جفاف النسيج يتغير لونه إلى اللون البني أو الأزرق المائل إلى السواد، ويمكن تمييز هذا النوع من الغرغرينا عن النوع الرطب بأن جلد المنطقة المصابة يكون مغلقاً ولا يحتوي على جروح، بالإضافة إلى عدم وجود التهاب جرثومي في المنطقة المصابة، أما إذا تشكل الالتهاب على أرضية النوع الجاف من الغرغرينا فإنه قد يؤدي إلى الغرغرينا الرطبة.
هذا النوع يترافق في الغالبية العظمى من حالاته بوجود التهاب فعال في نسيج المنطقة المصابة، فيتفاعل النسيج مع وجود الجراثيم بتحوله إلى نسيج رطب مفرز للقيح وتورمه وتحطم خلاياه وموتها شيئاً فشيئاً، يبدأ الأمر بتعرض النسيج لإصابة رضية مثل الهرس أو الحرق عالي الدرجة والذي يمنع وصول الدم إلى الخلايا وتموت الخلايا وخلق بيئة مناسبة للنمو الجرثومي.
ويعد هذا النوع من الغرغرينا أشد خطراً من النوع الجاف منها لما قد يسببه انتشار الالتهاب لمناطق أخرى من الجسم من خطورة على حياة المريض. وهو النوع الذي يحدث في مرضى الداء السكري عند تعرضهم لإصابة ما وتركها دون علاج لأنهم لم يشعروا بها لما يعانونه من اعتلال في الأعصاب. ولها عدة أنواع مثل:
يعتبر هذا النوع نادر الحدوث لكنه خطير جداً ولا يمكن إهماله، فهو يحدث عند وصول الالتهاب إلى العمق ليصيب العضلات والأعضاء بسبب إصابة رضية عادةً.
المسبب لهذا النوع بكتيريا تسمى الكلوستريديا clostridia والتي تفرز مجموعة من السموم وتسبب تشكل غازات ضمن طبقات الأنسجة، ليتحول جلد المنطقة إلى اللون الرمادي الشاحب ويترافق بسماع أصوات فرقعة غازية عند الضغط عليه بالإصبع، إذا لم يعالج هذا النوع من الغرغرينا بشكل فوري فإنه قد يكون سبباً للوفاة خلال 48 ساعة.
وهي الغرغرينا التي تصيب أعضاء الجسم الداخلية، وهي ترتبط عادةً بحدوث التهاب في أحد الأعضاء مثل الزائدة الدودية أو القولون.
وهو نوع خاص نادر الحدوث ويصيب الالتهاب فيه المنطقة التناسلية، وقد ينتشر منها عميقاً نحو الدم مما يسبب حدوث إنتان دم وهو حالة مهددة للحياة.
يمكن لأي شخص الإصابة بها خاصةً بعد التعرض لإصابة عنيفة أو جرح مفتوح وعدم الاعتناء به بالشكل اللازم. ولكن هناك فئة معرضة بشكل أكبر للإصابة وهم المصابون بحالات تؤثر على الأوعية الدموية مثل:
اقرأ أيضاً: السكري
النوع الجاف منها لا يترافق بالتهاب جرثومي، بل هو يحدث بشكل رئيسي بسبب منع وصول التروية الدموية والأكسجين اللازم لخلايا النسيج المصاب، إذاً فهو غير معدي تماماً.
في النوع الرطب منها يكون للجراثيم دور هام في حدوثه، ومع ذلك فإنه غالباً لا يعدي نظراً لصعوبة انتقاله من شخص إلى آخر، حيث يجب أن تنتقل الجراثيم من الجرح المفتوح في مريض الغرغرينا إلى جرح مفتوح عند الشخص السليم وهو أمر نادر الحدوث. حيث لا تخترق هذه الجراثيم الجلد ويمكن القضاء عليها باستخدام طرق التعقيم الأساسية.
في بعض الحالات تكون العلامة الأولى للغرغرينا الجافة هي تشكل خطر محمر حول النسيج المصاب والذي يتحول مع الوقت إلى اللون الأسود، فيما يترافق ببعض العلامات الأخرى مثل:
يبدأ الطبيب بإجراء فحص سريري شامل والسؤال عن التاريخ الطبي للمريض، لتمييز عوامل الخطر التي يمكن أن تكون السبب في الغرغرينا مثل الداء السكري، التعرض للرض والأذية أو الأمراض الدموية وغيرها.
ثم يقوم بمجموعة من الإجراءات والفحوصات لتأكيد التشخيص مثل:
إذا كنت من المرضى أصحاب الخطورة العالية للإصابة بها فإنه يجب عليك الالتزام بالتوصيات التالية لتجنب الإصابة مثل:
يعتمد العلاج على مجموعة من العوامل مثل نوع الغرغرينا، موقعها وامتداد الإصابة، وأي مريض يشك بإصابته بها يحتاج إلى عناية طبية عاجلة للحد من خطر حدوث اختلاطات الحالة. حيث يمكن أن تسبب الغرغرينا الغازية مثلاً الموت إذا لم تعالج، ويتضمن العلاج مجموعة من الإجراءات النوعية لكل حالة.
يتم علاج الجراثيم المسببة للالتهاب باستخدام المضادات الحيوية المناسبة والتي تعطى وريدياً بجرعات مخصصة لكل حالة.
في المرضى الذين يعانون من سوء التروية الدموية للطرف المصاب كسبب للغرغرينا، يتم إجراء حراجة على الأوعية المصابة لتحسين وصول الدم للمنطقة.
مرضى الغرغرينا الغازية يحتاجون لهذا العلاج بوضعهم في حجرة علاجية تحتوي على بيئة غنية بالأوكسجين مما يبطئ أو يمنع نمو وتكاثر الجراثيم المسببة، وذلك بدوره يساعد النسج على التعافي شيئاً فشيئاً.
حيث أن النسج الميتة تصبح بؤرة للجراثيم وتقف عائقاً أمام تعافي الإصابة فإنه من الضروري إزالة جميع الخلايا الميتة باستخدام أدوات جراحية أو كيميائية.
ويستخدم بعض الأطباء الطعوم الجلدية لتعويض الضياع في النسج.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن مرض رينود
المراجع
https://www.nhs.uk/conditions/gangrene/