الغرق الجاف
الغرق الجاف مصطلح قديم استُخدم لوصف الحالات التي نتجت فيها الوفاة عن البلع أو استنشاق مياه السباحة، دون ظهور علامات تدل على وجود صعوبة في التنفس عند المصاب. وتبرز المصطلحات المخيفة مثل الغرق الجاف أو الغرق الثانوي بالرغم من ندرة حدوث هذه الحالات مخاطر موسم السباحة الصيفي عند الأطفال على وجه الخصوص.
وفقاً للدراسات يعتبر الغرق هو السبب الرئيسي الثاني لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 4 سنوات، ويحتل المرتبة الثانية بعد التشوهات الخلقية، وهو أحد الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة غير المتعمدة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ما هي متلازمة الغرق الجاف؟
كما ذكرنا، يُقصد بالغرق الجاف الحالات التي سببت الوفاة بعد أكثر من 24 ساعة من ابتلاع أو استنشاق السوائل ولكن لم تظهر عليه علامات مشاكل في التنفس.
لا تشجع معظم الهيئات والمنظمات الطبية استخدام الغرق الجاف، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على مصطلح بديل. يُطلق البعض على هذه الحالة متلازمة ما بعد الغمر أو الغرق المتأخر.
وبشكل عام، يستخدم الباحثون والأطباء أحياناً مصطلح الغرق الجاف لوصف الحالات التي تترافق مع تخريش للحنجرة (صندوق الصوت) والطرق الهوائية بسبب دخول الماء إليها، مما يتسبب في تشنج الحبال الصوتية وانغلاقها.
عندما تتشنج الحنجرة الصوتية وتنغلق الطيات أو الحبال الصوتية يعيق ذلك دخول الهواء إلى الرئتين فيصبح التنفس صعباً.
أسباب الغرق الجاف عند الأطفال:-
السبب الأكثر شيوعاً للغرق الجاف عند الأطفال هو السباحة دون إشراف جيد. فعندما لا يكون المسبح مسوراً بشكل صحيح، فقد يقفز الأطفال ببساطة. كما يمكن أن تحدث أعراض الغرق الجاف عند الرضع والأطفال الصغار بعد الاستحمام خلال بضع دقائق إذا لم يتم الانتباه للطفل أثناء الاستحمام بشكل جيد.
الأعراض:-
معرفة الأعراض والعلامات المتعلقة بمتلازمة الغرق الجاف. وعادةً ما تلاحظ العلامات التحذيرية لهذه الحالة خلال ساعة من الخروج من الماء.
قد يكون تشنج الحنجرة الناجم عن دخول الماء ضمنها خفيفاً يسبب صعوبة في أخذ النفس. وفي بعض الأحيان قد يكون شديداً يمنع دخول أي أكسجين إلى الرئتين.
تشمل الأعراض التي يجب مراقبتها ما يلي:
- صعوبة في التنفس أو التحدث.
- التهيج أو السلوك غير العادي.
- السعال المستمر.
- ألم في الصدر.
- التقيؤ.
- انخفاض الطاقة أو النعاس بعد الخروج من المياه.
إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس ، فقد لا يتمكن من التحدث أو التعبير عن أعراضه. لهذا السبب من المهم مراقبة طفلك بعناية بعد الخروج من المياه للتأكد من أنه يتنفس بحرية.
ما الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي؟
يحدث الغرق الجاف عندما يستنشق الطفل الماء من خلال الأنف أو الفم، مما يتسبب في حدوث تشنج في مجرى الهواء وصعوبة في التنفس. يُطلق على الغرق اسم "جاف" لأن الماء لا يدخل الرئتين بسبب تشنج (إغلاق منعكس) للحبال الصوتية وقد تحدث الوفاة بسبب عدم ارتخاء الحبال الصوتية، مما يمنع الهواء من دخول الرئتين.
بينما يحدث الغرق الثانوي أو "المتأخر" عندما يستنشق الطفل الماء إلى الرئتين، مما يسبب التهاباً أو وذمة (تورم). ويمكن أن تحدث هذه الوذمة بعد ساعات أو حتى أيام من التلامس الأولي مع الماء. يعود سبب الوفاة في الغرق المتأخر إلى تورم الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين (مكان حدوث عملية تبادل الغازات بين الأكياس الرئوية والدم)، مما يمنع الأكسجين من دخول مجرى الدم.
الغرق الجاف عند الكبار:-
الأماكن الأكثر شيوعاً التي يمكن أن يغرق فيها البالغون هي الأنهار أو البحيرات أو المحيط.
يزداد خطر الغرق عند البالغين في بعض الحالات مثل:
- الذعر عند السباحة.
- تعاطي الكحول أو المخدرات قبل أو أثناء الوجود في الماء.
- إصابات الرأس كما يحدث عند الغوص في المياه الضحلة.
- السباحة بعيداً عن الشاطئ أو في المياه القاسية.
التشخيص:-
قد يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات طبية عند الشك بحدوث ما يسمى الغرق الجاف، وأهم الفحوصات التي يطلبها الأطباء لتشخيص هذه الحالة عادةً هي:
- اختبار تشبع الأكسجين لتقييم مدى جودة التنفس بسرعة.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحديد وجود الماء في الرئتين. كما يمكن للتصوير بالأشعة السينية أيضاً تحديد ما إذا كان هناك وذمة الرئة، وهي سوائل زائدة في الرئتين يمكن أن تتطور بسبب تلف الرئة.
علاج الغرق الجاف:-
سارع إلى طلب المساعدة الطبية الطارئة بدون تأخير إذا لاحظت على أي شخص العلامات التحذيرية للغرق الجاف بعد الخروج من المياه.
خلال ذلك، حاول أن تحافظ على هدوءك أنت أو طفلك. يمكن أن يساعد الحفاظ على الهدوء عضلات القصبة الهوائية على الاسترخاء بسرعة أكبر.
بمجرد وصول المساعدة الطارئة، قد يقوم الفريق الطبي بالإنعاش في مكان الحادث إذا كان شخص ما قد أغمي عليه بسبب نقص الأكسجين.
بمجرد استقرار حالة الشخص المصاب، سيتم نقله إلى المستشفى للمراقبة. تتطلب الإصابة بأعراض الغرق الجاف بعد حادث الغمر مراقبة طبية للتأكد من استئناف التنفس المنتظم واستبعاد الحالات الأخرى، مثل الغرق الثانوي أو الالتهاب الرئوي الجرثومي (ذات الرئة).
إذا كانت جميع العلامات الحيوية طبيعية، فعادةً ما يقوم أخصائيو الرعاية الصحية بمراقبة الشخص المصاب لحوالي 4 – 6 ساعات، ثم السماح له بمغادرة قسم الطوارئ.
قد يكون من الضروري إجراء أشعة سينية على الصدر أو تقييم من قبل أخصائي أمراض الرئة لاستبعاد وجود الماء في الرئتين.
كيف يمكن الوقاية من حدوث الغرق الجاف؟
تتضمن بعض النصائح لمنع حدوث الغرق الجاف ما يلي:
- الإشراف المباشر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات عند السباحة بأي كمية من المياه، حتى حمامات السباحة المنزلية، أو عند استخدام حوض الاستحمام.
- السباحة فقط في المناطق الخاضعة للإشراف مع وجود منقذ في الخدمة.
- السباحة مع الإشراف في مناطق معينة من البحيرات أو الشواطئ.
- إبعاد الرضع والأطفال الصغار عن أي مياه راكدة.
- الإشراف على الرضع والأطفال الصغار عند الشرب.
- ارتداء سترات النجاة عند ممارسة الرياضات المائية.
- أخذ دروس السباحة وتعليم الأطفال السباحة منذ الصغر. تسييج حمامات السباحة الخاصة.
- إبقاء بوابات المسبح مغلقة عندما لا يكون المسبح قيد الاستخدام.
- تعلم الإنعاش القلبي الرئوي والسلامة المائية في حالة الإشراف المتكرر على الآخرين أثناء السباحة.
- تجنب السباحة المنفردة (لا تسبح وحدك).
- عدم الاقتراب من الماء عند شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- إزالة السلالم إلى حمامات السباحة القابلة للنفخ عندما لا يكون المسبح قيد الاستخدام
- الإشراف دائماً على الأطفال باستخدام ألعاب قابلة للنفخ أو كراسي استرخاء.
الخلاصة:-
الغرق الجاف مصطلح قديم، استخدمه البعض لوصف مشاكل التنفس التي تحدث عندما يتسبب الماء في تشنج الحنجرة.
يعتمد الإنذار لدى الذين يعانون مما يسمى بالغرق الجاف على شدة الأعراض ومدتها. فكلما طالت مدة عدم قدرة الشخص على التنفس، زادت خطورة إصاباته وزاد خطر الوفاة.
إذا ظهرت على الشخص أعراض صعوبة في التنفس أو نقص في الأكسجين، فإن تلقي الرعاية الطبية على الفور سيزيد من فرصته في البقاء على قيد الحياة.
التزم دائماً بتدابير السلامة المائية، وأشرف على الأطفال في حمامات السباحة أو أحواض الاستحمام الساخنة، وعلى الشواطئ، وبجوار المسطحات المائية الأخرى.
اقرأ أيضاً: التليف الرئوي مجهول السبب
المراجع
