الوذمة الوعائية هي وذمة أو تورم سريع في المنطقة تحت الجلد أو الغشاء المخاطي، عادةً ما تكون رد فعل تحسسي، ولكن يمكن أن تكون بسبب وراثي أيضاً. يحدث التورم بسبب تراكم السوائل، تميل إلى التأثير على المناطق التي بها مناطق من الأنسجة الرخوة، وخاصة الوجه والحلق، وكذلك الأطراف والأعضاء التناسلية.
الوذمة الوعائية هي شكل من أشكال التورم في الجزء العميق من الطبقة الداخلية من الجلد وما تحتها، وقد تصبح شديدة. يمكن أن تحدث كل من الوذمة بسبب رد فعل تحسسي أو عدم تحمل الطعام، أو أثر جانبي أو حساسية تجاه دواء ما، أو مادة مسببة للحساسية في البيئة المحيطة، مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة والسم الناجم عن لدغات الحشرات.
في حالات نادرة جداً، يمكن أن يكون التورم أحد أعراض حالة صحية أكثر خطورة. بعض مناطق الجسم، مثل الجفون والشفتين واللسان، أكثر عرضة للإصابة بالوذمة الوعائية من غيرها.
هناك أربعة أنواع رئيسية من الوذمة الوعائية: الوذمة الناتجة عن الحساسية، مجهولة السبب، ناتجة عن دواء، وراثية.
هذا هو النوع الأكثر شيوعاً، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه نوع من الطعام، أو دواء أو سم، أو حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات. في الحالات الخطيرة، قد يكون هناك رد فعل تحسسي شديد يعرف باسم الحساسية المفرطة. قد ينتفخ الحلق، مما يجعل التنفس صعباً على المريض. قد ينخفض ضغط الدم فجأة، هذه حالة طبية طارئة.
هذا النوع من الوذمة الوعائية ليس مزمناً أو طويل الأمد. بمجرد أن يحدد الفرد العنصر الذي يسبب رد الفعل التحسسي يمكنه تجنبه.
يمكن أن تسبب بعض الأدوية الوذمة الوعائية، وتشمل هذه مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، وعلاجات ارتفاع ضغط الدم. وفقاً لـ Merck Manuals، ترتبط 30 % من حالات الوذمة الوعائية التي تظهر في قسم الطوارئ باستخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
إذا كانت الوذمة الوعائية ناتجة عن استخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، يمكن للطبيب أن يصف نوعاً مختلفاً من أدوية ضغط الدم. نوع آخر شائع من الأدوية التي يمكن أن تسبب الوذمة الوعائية هو فئة الأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات (NSAIDS) مثل الأيبوبروفين أو الأسبرين. هذه مسكنات شائعة.
في هذه الحالة قد لا يتمكن الطبيب من تحديد سبب محدد للوذمة الوعائية بعد النظر في جميع الأسباب المعتادة.
بعض أنواع الوذمة موروثة، هذا يعني أن العديد من أفراد الأسرة قد يعانون من الأعراض. في حالة الوذمة الوراثية، هناك مشكلة في بروتين مثبط esterase C1، سيكون لدى المريض مستويات منخفضة في الدم من مثبط البروتين C1-esterase (بروتين C1-1NH). في هذا النوع من الوذمة الوعائية، تأتي نوبات الوذمة وتختفي بمرور الوقت.
أكثر أعراض الوذمة شيوعاً هو التورم المصحوب بطفح جلدي أحمر اللون تحت سطح الجلد، قد يحدث في منطقة موضعية على القدمين أو اليدين أو العينين أو الشفتين أو بالقرب منها. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن ينتشر التورم إلى أجزاء أخرى من الجسم. قد تكون الوذمة مصحوبة أو لا تكون مصحوبة بتورم وكدمات على سطح الجلد.
قد تشمل الأعراض الإضافية للوذمة تقلصات في البطن. في حالات نادرة قد يعاني الأشخاص المصابون بالوذمة من تورم في الحلق وبحة في الصوت وصعوبة في التنفس. قد تكون الوذمة حاكة وقد لا تكون كذلك.
عادةً ما تكون الوذمة الحادة نتيجة لرد فعل تحسسي، عندما يكون هناك رد فعل تحسسي حاد، يفرز الجسم الهيستامين، مما يجعل الأوعية الدموية تتمدد وتسرب السوائل. يمكن أن تؤدي المواد المسببة للحساسية التالية إلى حدوث الوذمة:
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بعض الأدوية الوذمة غير التحسسية. قد تتطور الوذمة أيضاً نتيجة لعدوى أو مرض، مثل الذئبة (SLE) أو اللوكيميا، ستكون هذه أمثلة على الوذمة المكتسبة. تحدث الوذمة الوراثية عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة بسبب طفرة جينية موروثة.
يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالوذمة، وتشمل هذه:
يُجري الطبيب فحصاً جسدياً ويسأل عن الأعراض والتاريخ الطبي السابق. يقوم الطبيب أثناء الفحص بفحص مناطق التورم والكدمات إن وجدت، يمكنه أيضاً الإصغاء إلى أصوات التنفس لمعرفة ما إذا كان الحلق قد تأثر. من المهم إخبار الطبيب بحال تم التعرض مؤخراً لمواد معينة تسببت سابقاً في رد فعل تحسسي، قد يساعد هذا الطبيب في تحديد السبب المحدد لرد الفعل. قد يشير التاريخ العائلي للوذمة إلى أن ظهور الوذمة الوعائية وراثي. سيقوم الطبيب بإجراء سلسلة من الفحوصات في حالة الاشتباه في وجود وذمة وعائية وراثية أو مكتسبة. قد تشمل هذه:
تقيس هذه الاختبارات مستويات أو وظيفة بروتينات معينة في الدم. يمكن أن ترتبط النتائج غير الطبيعية أيضاً بمشكلة صحية تتعلق بأمراض المناعة الذاتية الكامنة.
أخطر مضاعفات الوذمة الوعائية هو تورم الحلق والمسالك الهوائية. عادةً ما تكون الحالة خفيفة، ولكن إذا تطورت بسرعة، أو إذا أثرت على الحلق، فقد تسبب الاختناق. سيؤدي ذلك إلى ظهور العلامات التالية:
يعتمد علاج الوذمة على السبب، لكن الإجراء الأكثر أهمية هو ضمان حرية مجرى الهواء. هذا يعني أنه في حالة الطوارئ، قد يتم وضع أنبوب تنفس للأمان. قد لا يحتاج الأشخاص المصابون بأعراض خفيفة من الوذمة إلى علاج، ومع ذلك قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض معتدلة أو شديدة إلى أدوية معينة للمساعدة في تخفيف التورم الشديد، يمكن أن تشمل هذه الأدوية:
إذا كان السبب وراثياً، فقد يتلقى المريض أدوية متخصصة، تشمل خيارات العلاج المتاحة خصيصاً للوذمة الوراثية أو المكتسبة ما يلي:
قد تساعد بعض العلاجات المنزلية أيضاً في تخفيف الأعراض، وتشمل هذه:
إذا تسبب أحد الأدوية في الإصابة بالوذمة، فقد يُوصي الطبيب بالامتناع عن تناول الدواء المشتبه فيه، والتحويل إلى شيء آخر بدلاً من ذلك.
أفضل طريقة للوقاية من الوذمة التحسسية هي تجنب المواد المسببة للحساسية المعروفة والمشتبه بها. يجب أيضاً محاولة تجنب أي محفزات معروفة تسببت في حدوث وذمة في الماضي. يمكن أن يساعد اتخاذ هذه التدابير الوقائية في تقليل خطر التعرض لنوبة أخرى في المستقبل.
تعتبر الوذمة الوعائية في كثير من الحالات، حالة غير ضارة تختفي في غضون أيام قليلة، ومع ذلك يمكن أن تكون الوذمة خطيرة عندما يكون التورم شديداً ويحدث بالقرب من الحلق. يمكن أن يؤدي تورم الحلق أو اللسان إلى انسداد مجرى الهواء ويجعل التنفس صعباً للغاية. قد تكون الوذمة الشديدة ناتجة عن الحساسية المفرطة، وهي تفاعل تحسسي حاد يهدد الحياة، في مثل هذه الحالات الشديدة، هناك حاجة إلى علاج طارئ.
اقرأ أيضاً: متلازمة السيروتونين
اقرأ أيضاً: ما هو خراج الأسنان
المصادر
https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/angioedema-overview
https://www.healthline.com/health/angioedema