تحليل D-dimer هو نوع من تحاليل الدم المخبرية، ويستخدم في تحري وجود أو تشكل خثرة دموية في أوعية الجسم. ويتم ذلك عن طريق قياس مستويات D-dimer في الدم، وهي قطعة من البروتين تتشكل عند انحلال الخثرة الدموية في الجسم. وتبقى لفترة قصيرة ضمن الأوعية الدموية حيث يمكن قياسها بالتحليل. فما هي فوائد هذا التحليل ومتى يمكن أن نلجأ إليه؟
تعد عملية تخثر الدم من العمليات المعقدة شديدة الأهمية في الجسم، وهي تتضمن تفعيل البروتينات المسؤولة عن إنتاج ألياف الفبرين في الدوران الدموي. تتشكل الخثرات الدموية عادةً للوقاية من أو إيقاف النزف الحاصل من تمزق أحد الأوعية الدموية بسبب جرح أو أذية في جدارها. وهي تتكون من مجموعة من ألياف الفبرين التي تتشابك فيما بينها مع الصفائح الدموية لتشكيل كتلة الخثرة.
في مرحلة شفاء الجرح وبعد توقف النزف فإن الخثرة الدموية تبدأ بالانحلال حتى لا تسبب انسداداً في الوعاء الدموي. يرافق هذا الانحلال وجود بقايا من D-dimer في الدم حول مكان الإصابة لوقت قصير قبل اختفائها. ولكن مع وجود الخثرات الكبيرة في الدم فإن مستويات D-dimer ترتفع بشكل كبير كما في حالة الخثار الوريدي العميق.
هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال إصابة الشخص باضطرابات التخثر، ونذكر منها:
اقرأ أيضاً: خمس علامات تظهر أنكِ على وشك الولادة
اقرأ أيضاً: فايروس كورونا
يطلب هذا التحليل عادةً في الحالات الإسعافية أو عندما يعاني المريض من أعراض تدل على مشكلة خطيرة. ومن هذه الحالات:
وقد يطلب تحليل D-dimer برفقة مجموعة من التحاليل مثل عدد الصفائح الدموية وزمن التخثر وقياس الفيبرينوجين للوصول إلى التشخيص الأكيد.
هو طريقة سريعة للحكم على وجود تخثر زائد أو غير طبيعي للدم كسبب للحالة المرضية. يقوم الطبيب بجمع عينة من دم المريض، وتوضع في أنبوب خاص يحتوي على مادة مضادة للتخثر. ثم توضع في جهاز التثفيل لفصل مكونات الدم عن البلازما، ويجرى التحليل على البلازما.
نظراً لأن ظهور D-dimer في الدم محصور بعملية تشكل الخثرات في الدم، فإنه يستخدم كفحص تشخيصي لوجود خثار أو صمات دموية غير مكتشفة. الصمات هي عبارة عن تحرر خثرة دموية متشكلة في مكان ما وجريانها مع الدم حتى تحتجز في وعاء دموي صغير وتتسبب في انسداده. وأكثر الحالات المشابهة شيوعاً هي الصمة الرئوية.
لذا يفيد تحليل D-dimer في كل من حالات الصمة الرئوية، الخثار الوريدي العميق وتحري أمراض أخرى متنوعة.
تحدث الصمة الرئوية بسبب وجود خثرة دموية عالقة في الشريان الرئوي، والذي يعد الوعاء الدموي الرئيسي المغذي للرئة. مما يسبب نقص في الجريان الدموي في المنطقة التي تلي الخثرة. يعاني بعض المرضى من أعراض بسيطة في الحالات الخفيفة، بينما يعاني آخرون من انسداد تام للشريان الرئوي وبالتالي خطورة كبيرة على حياتهم.
يتحسن مريض الصمة الرئوية عادةً على العلاج، لكن في 3% من الحالات لا ينجو المريض بسبب عدم كشف المرض. وهنا تظهر أهمية تحليل D-dimer في الكشف الباكر عن الصمة. فترتفع مستوياته في الدم ويتم إجراء تحاليل إضافية لتأكيد التشخيص.
وهو عبارة عن خثرة دموية في الأوردة العميقة، تحدث غالباً في الرجلين ولكنها قد تحدث في الذراعين. وتسبب العديد من الأعراض المميزة مثل احمرار الجلد، الألم، التورم وزيادة في درجة حرارة المنطقة المصابة. فيما يساعد تحليل D-dimer أيضاً في تشخيص حالات الخثار الوعائي المنتشر حيث تنتشر الخثرات الدموية في كامل أنحاء الجسم.
في حالات اضطرابات التخثر المهددة للحياة تساعد الأدوية على تسريع عملية انحلال الخثرة. وهنا يستخدم تحليل D-dimer في مراقبة فعالية هذه الأدوية ونجاحها في العلاج.
معظم مرضى السرطانات يملكون مستويات غير طبيعية من الD-dimer في الدم. ويرتبط مقدار الارتفاع فيها بخطورة حدوث الصمات والخثار الوريدي العميق عند هؤلاء المرضى. وقد أثبتت الدراسات أن مستويات D-dimer عند مرضى السرطان تختلف باختلاف عمر المريض، درجة الورم ومكان وجوده.
تقترح آخر الدراسات الخاصة بفيروس كورونا (COVID-19) إجراء تحليل D-dimer لكافة المرضى عند تأكيد إصابتهم بالفيروس. فقد لوحظ علاقة قوية بين ارتفاع مستويات D-dimer في الدم وزيادة في معدل الوفيات بين مرضى الفيروس. حيث يكون مؤشراً باكراً لاحتمال إصابة المرضى بقصور تنفسي حاد بفعل صمات رئوية صغيرة تمنع المريض من التنفس وتودي بحياته.
من الصعب تحديد القيمة الطبيعية لمستوى D-dimer في الدم، وذلك بسبب حدوث أذيات مجهرية للأوعية الدموية في أجسامنا بشكل طبيعي. مما يرفع من مستويات D-dimer.
بشكل عام فإن القيمة التي تتجاوز 500 نانوجرام/مل تكون إيجابية، أي أن هناك احتمال كبير لوجود اضطراب في التخثر وتشكل خثرات مرضية في أوعية الجسم.
ولكن يجب على الطبيب في هذه الحالة التأكد من عدم وجود سبب آخر لارتفاع مستويات D-dimer في الجسم مثل:
إذا لاحظ الطبيب مستويات مرتفعة من D-dimer فإن يلجأ إلى واحد أو أكثر من الفحوص الشعاعية التالية. وذلك لتأكيد أو نفي إصابتك باضطرابات في التخثر.
إذا فإن تحليل D-dimer على الرغم أنه ليس نوعياً لمرض محدد، فإنه هام جداً كتحليل تشخيصي لسبب الأعراض والعلامات التي تخفي خلفها اضطرابات في عملية التخثر في الجسم.
اقرأ أيضاً: تحليل ANA ومناعة الجسم
اقرأ أيضاً: تحليل البرولاكتين
المراجع
https://www.webmd.com/dvt/what-is-the-d-dimer-test
https://labtestsonline.org/tests/d-dimer
https://www.labtestsonline.org.au/learning/test-index/d-dimer