التهاب الشغاف

التهاب الشغاف
Doctor

التهاب الشغاف

التهاب الشغاف هو التهاب يصيب البطانة الداخلية للقلب، وعضلات القلب وصمامات القلب. وعادةً ما ينجم هذا الالتهاب عن الإصابة بعدوى بكتيرية، وفي حالات نادرة يحدث التهاب الشغاف بسبب عدوى بالفطريات. تشير الدراسات إلى أن التهاب الشغاف يصيب ما لا يقل عن 4 من كل 100000 شخص كل عام، وأن العدد آخذ في الازدياد.

وبشكل عام، يعتبر الشغاف غير شائع الحدوث لدى الأشخاص ذوي القلوب السليمة.

 

ما هي أسباب التهاب الشغاف؟

يمكن أن يحدث الالتهاب عندما تدخل البكتيريا أو الفطريات الجسم عند الإصابة بعدوى ما، أو عندما تهاجم البكتيريا غير الضارة التي تعيش في الفم أو الجهاز التنفسي العلوي أو أجزاء أخرى من الجسم أنسجة القلب.

في الأحوال الطبيعية، يمكن للجهاز المناعي تدمير هذه الكائنات الدقيقة غير المرغوب فيها، ولكن أي ضرر يصيب صمامات القلب يمكن أن يسمح لها بالالتصاق بالقلب والتكاثر.

 

تتشكل كتل من البكتيريا أو التنبتات الجرثومية على صمامات القلب.  هذه الكتل تجعل من الصعب على القلب أن يعمل بشكل صحيح. ويمكن أن تسبب خراجات على الصمامات وعضلة القلب، وتتلف الأنسجة، وتؤدي إلى حدوث خلل في التوصيل الكهربائي.

في بعض الأحيان، يمكن أن تنتشر تلك التنبتات البكتيرية إلى مناطق أخرى، مثل الكلى والرئتين والدماغ.

في حالات نادرة يمكن أن تسبب فطريات المبيضات الإصابة بالتهاب الشغاف.

 

عوامل الخطر:-

يمكن أن تؤدي مشاكل الأسنان أو الإجراءات السنّية مثل قلع الضرس، الذي يؤدي إلى حدوث إصابة في مخاطية جوف الفم إلى الإصابة بالتهاب الشغاف. ويؤدي سوء صحة الأسنان أو اللثة إلى زيادة خطر الإصابة بهذا الالتهاب، لأن ذلك يسهل على البكتيريا الدخول. وتساعد العناية الجيدة بالأسنان على الوقاية من هذه العدوى.

يمكن أن يزيد وجود التشوهات القلبية الولادية من خطر الإصابة بالالتهاب عند الإصابة بعدوى بكتيرية.

بالإضافة إلى ما سبق، تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالتهاب الشغاف:

  • إصابة سابقة بالتهاب الشغاف.
  • اعتلال عضلة القلب الضخامي.
  • الإصابة بأمراض الصمامات القلبية.
  • استبدال صمام القلب باستخدام صمام اصطناعي.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، مثل الكلاميديا ​​أو السيلان، لأن تلك الأمراض تجعل من السهل على البكتيريا دخول الجسم وشق طريقها إلى القلب.
  • بعض التداخلات الجراحية أو الطبية المستخدمة في العلاج، مثل القسطرة البولية أو الأدوية الوريدية طويلة الأمد أو التنظير الاستقصائي أن تزيد من خطر الإصابة.
  • قد يؤدي مرض التهاب الأمعاء (IBD) أو أي اضطرابات معوية إلى زيادة خطر الإصابة أيضاً، لكن بشكل عام، يعتبر خطر إصابة مرضى داء الأمعاء الالتهابي بالشغاف منخفض نسبياً.

 

أعراض التهاب الشغاف:-

تظهر أعراض الشغاف الجرثومي الحاد عادةً خلال أسابيع قليلة من الإصابة. وقد تستغرق أعراض الشغاف الجرثومي تحت الحاد أسابيع أو شهور حتى تظهر. وتشمل الأعراض العامة لالتهاب الشغاف ما يلي:

  • حمى وقشعريرة.
  • تعرق ليلي.
  • خمول.
  • فقدان الشهية.
  • ألم معمم في جميع أنحاء الجسم.
  • اضطراب نظم القلب مثل بطء معدل ضربات القلب أو عدم انتظام دقات القلب (سرعة دقات القلب).
  • نفخة قلبية.
  • زيادة التنفس.
  • السعال المستمر.
  • شحوب الجلد.
  • ظهور بقع على راحة اليدين والقدمين، كما قد تظهر بقع حمراء في صلبة العين (بياض العين)، ناجمة عن تكسر الأوعية الدموية.
  • ألم على الجانب الأيسر من الجسم تحت الأضلاع، قد يكون هذا علامة على أن الطحال يحاول محاربة العدوى.

اقرأ أيضاً: خفقان القلب

 

التشخيص:-

يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض وإذا ما كان يعاني من أي مشاكل قلبية محتملة والإجراءات أو الاختبارات الطبية الحديثة، مثل العمليات أو الخزعات أو التنظير الداخلي.

يتحقق الطبيب أيضاً من الحمى والعقيدات والعلامات والأعراض الأخرى، مثل نفخة قلبية أو نفخة قلبية متغيرة إذا كان المريض مصاباً بالفعل.

يمكن استخدام سلسلة من الاختبارات لتأكيد التهاب الشغاف.  قد تتداخل أعراضه مع أعراض الحالات الأخرى، لذلك قد يلزم استبعادها أولاً، وهذا قد يستغرق بعض الوقت. وتتضمن الاختبارات المستخدمة في تشخيص هذا المرض:

  • زرع الدم: للتحقق من وجود بكتيريا أو فطريات في دم المريض. إذا تم العثور على أي منها، فعادةً ما يتم علاجها باستخدام بعض المضادات الحيوية لمعرفة العلاج الأفضل.
  • معدل ترسيب كرات الدم الحمراء أو سرعة التثفل (ESR): يقيس مدى سرعة ترسب خلايا الدم في قاع أنبوب الاختبار المليء بالسائل. كلما ترسبت بشكل أسرع، زاد احتمال وجود حالة التهابية، مثل التهاب الشغاف.  يعاني معظم مرضى التهاب الشغاف من ارتفاع في سرعة ESR، حيث يصل الدم إلى قاع السائل أسرع من المعتاد.
  • التصوير بالأشعة السينية: تظهر ما إذا كان التهاب الشغاف قد أثر على قلبك أو رئتيك.
  • مخطط صدى القلب: حيث تنتج الموجات الصوتية صوراً لأجزاء القلب، بما في ذلك عضلات القلب والصمامات والغرف. ويوضح مخطط صدى القلب بنية القلب وطريقة عمله بمزيد من التفصيل.  كما يمكن أن يساعد في الكشف عن وجود أي تنبتات للبكتيريا، وأنسجة القلب المصابة أو التالفة.
  • يمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب في تحديد أي خراجات في القلب.

 

كيف يتم علاج التهاب الشغاف؟

حسب شدة الحالة يتم علاج الالتهاب إما باستخدام المضادات الحيوية أو بالتداخل الجراحي.

  • المضادات الحيوية

إذا كان الشغاف ناجماً عن عدوى بكتيرية، فتُعالج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد. ينبغي الاستمرار بتناول المضادات الحيوية حتى يتم علاج العدوى والالتهاب المرتبط بها بشكل فعال. يمكن أن يتم إعطاء هذه الأدوية في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل، حتى تظهر علامات التحسن.

قد تكون هناك حاجة إلى مواصلة العلاج بالمضادات الحيوية عند الخروج من المستشفى، يمكن فيما بعد متابعة العلاج بتناول المضادات الحيوية عن طريق الفم، وعادةً ما يستغرق العلاج بالمضادات الحيوية ما يصل إلى ستة أسابيع.

  • العلاج الجراحي

قد يتطلب التهاب الشغاف المعدي المزمن أو تلف صمامات القلب الناجم عن التهاب الشغاف إجراء جراحة لتصحيحه.  يمكن إجراء الجراحة لإزالة أي نسيج ميت أو نسيج ندبي أو تراكم السوائل أو الحطام من الأنسجة المصابة.  يمكن أيضاً إجراء الجراحة لإصلاح أو إزالة صمام القلب التالف، واستبداله إما بصمام صنعي أو بصمام من أنسجة حيوانية.

 

مضاعفاته:-

يمكن أن يسبب الالتهاب مضاعفات تشمل:

  • ضعف وظيفة صمامات القلب.
  • انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من القلب.
  • انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الدماغ.
  • انسداد الأوعية الدموية، قد تنفصل الجلطة الدموية أو الخثرة عن الشغاف، وتتسرب إلى داخل الأوعية الدموية، وتقلل من تدفق الدم إلى الأنسجة أو الأعضاء المرتبطة بها وتؤدي إلى مزيد من المضاعفات.

 

الخلاصة:-

يمكن أن يساعد التعرف على علامات التهاب الشغاف في الحصول على علاج سريع. إذا لاحظت أي أعراض، اتصل بطبيبك على الفور.   تعتبر نظافة الأسنان جزءاً مهماً في الوقاية من التهاب الشغاف، حيث يمكن أن تنتقل الجراثيم الناتجة عن الالتهابات في الفم إلى القلب عبر مجرى الدم وتسبب العدوى.  لذا يجب الحرص دائماً على تنظيف الأسنان واللثة بالفرشاة والخيط والذهاب إلى طبيب الأسنان بانتظام.

يجب أيضاً توخي الحذر عند القيام بإجراءات مثل ثقب الأذن أو وشم إذا عند الأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة بالتهاب الشغاف.  لأنّ هذه الإجراءات يمكن أن تسهل من وصول الجراثيم إلى القلب.

قبل الخضوع لأي نوع من الإجراءات الطبية أو إجراء طب الأسنان، تأكد من إخبار طبيبك أو طبيب الأسنان بأنك قد تكون معرضاً لخطر الإصابة بالتهاب الشغاف. يمكن أن يقرر الطبيب عندها ما إذا كانت هناك حاجة لتناول المضادات الحيوية قبل الإجراء كإجراء احترازي لحمايتك من العدوى.

 

اقرأ أيضاً: ما هو خراج الأسنان

اقرأ أيضاً: فشل القلب

 

المصادر

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/ConditionsAndTreatments/heart-conditions-endocarditis

https://www.bhf.org.uk/informationsupport/conditions/endocarditis

https://www.medicalnewstoday.com/articles/151016

https://www.webmd.com/heart-disease/what-is-endocarditis

https://www.healthline.com/health/endocarditis