الكثير منا كان قد عانى سابقاً أو سمع عن أعراض حصوات الكلى والحالب. والتي تتنوع في شدتها من حالات خفيفة قليلة بأعراض بسيطة لا تذكر، إلى حالات شديدة تجعل المريض عاجزاً عن ممارسة أبسط النشاطات اليومية.
يحتوي البول على العديد من المعادن والأملاح المنحلة ضمنه، فإذا ما ارتفعت مستويات أحد هذه العناصر فإنها تتراكم في السبيل البولي على شكل ترسبات وقد تتشكل الحصوات منها.
تتشكل الحصوات في البداية ضمن الكلية عادةً، وتكون صغيرة في الحجم ولا تظهر أي أعراض على المريض. ولكن مع مرور الوقت وزيادة حجم الحصوات تدريجياً فإن الأعراض تبدأ في الظهور تبعاً لموقع الحصاة. فقد تبقى في الكلية وقد تنتقل نزولاً إلى الحالب فإما أن تعبره كاملاً نحو المثانة أو تعلق به وتسبب انسداده وأعراض الألم الشديدة.
كما ذكرنا فإن تشكل حصوات الكلى والحالب مرتبط بحدوث اضطراب في توازن مكونات البول من ماء، أملاح ومعادن. وفي الواقع لا يوجد سبب واضح محدد لتشكلها بل هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث ذلك. وسوف نذكر بعضها:
حيث يسبب عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل يومياً ارتفاعاً في خطر تشكل الحصوات في الكلى والحالب. لما يسببه ذلك من نقص في كمية البول وزيادة تركيز الأملاح والمعادن فيه. مما يمنع من انحلالها ويسبب ترسبها وتشكل الحصوات البولية منها.
وجدت العديد من الدراسات علاقة وثيقة بين السمنة وتراكم الشحوم خاصةً في منطقة الخاصرتين وارتفاع خطر تشكل حصوات الكلى والحالب. وقد علل البعض ذلك بتغير درجة حموضة البول مع زيادة وزن المريض.
قد تسبب بعض الحميات الغذائية زيادة في معدل الإصابة بالحصوات البولية. فعلى سبيل المثال الحميات عالية الملح لها دور أساسي في رفع مستويات الكالسيوم في البول مما يحرض تشكل حصوات الكالسيوم ضمن الكلى. بينما الحميات عالية نسبة الأوكزالات مثل الشاي والشوكولاتة والسبانخ تزيد من خطر تشكل أشيع الحصوات البولية والمتكونة من أوكزالات الكالسيوم.
أما النظام الغذائي الذي ترتفع فيه مستويات البروتينات الحيوانية مثل الأسماك والدجاج، فإنه يسبب ارتفاع حموضة الجسم والبول مما يسهل تشكل حصوات أوكزالات الكالسيوم وحمض البول.
وجدت الدراسات أن حدوث إصابة سابقة بحصوات الكلى والحالب عند أحد أفراد عائلتك يزيد من خطر إصابتك فيها أيضاً. ثم أن إصابتك بالحصوات يجعلك مؤهلاً للإصابة مرة أخرى بها.
بعض الأمراض الهضمية مثل الإسهال والتهاب الأمعاء تسبب اضطراباً في امتصاص الكالسيوم والماء مما يزيد من خطر تشكل الحصوات عند المريض.
أمراض كثيرة قد تكون سبباً في الحصوات البولية من أهمها التهابات المسالك البولية المتكررة وفرط نشاط جارات الغدة الدرقية.
الفيتامين C، مضادات الحموضة المعتمدة على الكالسيوم وبعض أدوية الاكتئاب قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى والحالب.
ترتبط أعراض حصوات الكلى والحالب بالعديد من العوامل مثل حجم الحصاة ومكانها وفيما إذا سببت انسداد تام أو مجرد تضيق في المسالك البولية. فالحصاة صغيرة الحجم قد تكون غير عرضية عادةً ولا يدرك المريض وجودها إلا من خلال فحص روتيني للكلى والحالب. أما الحصى كبيرة الحجم أو التي تسبب منع جريان البول الطبيعي فقد تترافق بالعديد من الأعراض والعلامات مثل:
بعض الأعراض قد تثير قلق المريض وتستوجب زيارة عاجلة للطبيب، نذكر منها:
عندما يشك الطبيب بوجود حصوات في كلى أو حالب المريض فإنه يقوم بعدة إجراءات لتأكيد التشخيص تتضمن ما يلي:
يعتمد العلاج بشكل عام على نوع الحصاة والمادة المتشكلة منها ومنذ متى تعاني من أعراض الحصوات، ويكون العلاج على شكل مراحل عند فشل مرحلة ننتقل للمرحلة التي تليها.
في حالة الحصوات الصغيرة فإن احتمال خروجها التلقائي مع البول أمر وارد جداً ويمكن الانتظار لمدة ستة أسابيع لخرج الحصاة في الحالات التالية:
يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية في زيادة فرصة عبور الحصوات وخروجها من الجسم، حيث تعمل على إرخاء عضلات الحالب لتسهيل مرور الحصوات. ثم أنك قد تحتاج بعض مسكنات الألم ومضادات الغثيان في هذه المرحلة.
قد نحتاج إلى الجراحة أخيراً للتخلص من أعراض حصوات الكلى والحالب في الحالات التالية:
ويتم اللجوء إلى مجموعة من الطرق الجراحية الحديثة للتخلص من الحصوات مثل:
حجر الأساس في الوقاية من تشكل الحصوات البولية هو أن تشرب الكثير من السوائل، فذلك يشكل كميات أكبر من البول ويساعد على انحلال المعادن والأملاح فيه وعدم ترسبها. ويمكن تمييز حاجتك للسوائل من لون البول، فاللون الغامق يدل على بول ذو تركيز عالي وأنك لا تشرب كميات كافية من السوائل. وهناك طرق عديدة أخرى للوقاية من الحصوات مثل:
وقد تساعد بعض الأدوية كالمدرات البولية والمضادات الحيوية في الوقاية إذا ما تم وصفها من قبل الطبيب المتابع لحالتك.
إذاً نجد أن حصوات الكلى والحالب مرتبطة بشكل رئيسي بالنظام الغذائي الذي نتبعه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مؤثرة. وحيث أن أعراضها مميزة بعض الشيء فإن الحذر ومراجعة الطبيب بالوقت المناسب أمر هام جداً للحفاظ على صحة الكلى. قد يكون العلاج متوفراً وشافياً في معظم الحالات، لكن الوقاية من تشكل الحصوات بالالتزام بالغذاء المناسب هو الخيار الأمثل للمريض.
اقرأ أيضاً: الفشل الكلوي
المراجع
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/kidney-stones/symptoms-causes/syc-20355755