داء الليستريات Listeriosis

داء الليستريات Listeriosis
Doctor

داء الليستريات Listeriosis

لعل معظمنا قد سمع بحالات التسمم الغذائي وما ينجم عنها من أعراض شديدة ومضاعفات خطيرة قد تهدد حياة المريض في بعض الحالات. وتعود أسباب التسمم الغذائي في معظم الحالات الى العدوى المنتقلة عبر البكتيريا الى الغذاء البشري والذي يُعد الوسيط المباشر والشائع لنقل العدوى الى البشر. و يعتبر داء الليستريات هو أحد أبرز الأمراض المنتقلة عبر الغذاء وعبر التماس المباشر مع الحيوانات الأليفة. وهو عدوى خطيرة عادة ما تكون بسبب تناول طعام ملوث ببكتيريا الليستريا المستوحدة Listeria monocytogenes.

وتعد الحيوانات الأليفة أحد أكثر الوسائل التي تنقل البكتيريا والفيروسات الى الغذاء والبشر. وذلك عبر التماس المباشر مع البشر أو عن طريق مخلفاتها أو سوائلها الحيوية التي تنقل البكتيريا المسببة للعدوى للإنسان.

يصاب نحو 1600 شخص بمرض الليستريات في الولايات المتحدة كل عام، ويموت حوالي 260 شخصًا بسبب هذه العدوى. وتكمن خطوة الإصابة بالليستريات في مضاعفاتها الخطيرة عند المرأة الحامل وجنينها بالإضافة الى الرضع وكبار السن.

ما هو داء الليستريات Listeriosis:

داء الليستريات هو عدوى يتسبب بها نوع من أنواع البكتيريا المتحركة (إيجابية الغرام)، وتسمى عصيات الليستريا Listeria monocytogenes.

نادرًا ما يصاب الأشخاص الأصحاء بعدوى هذه البكتيريا، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا المرض يمكن أن يكون قاتلًا للأجنة والأطفال حديثي الولادة. بالإضافة الى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض صحية مزمنة.

إن البنية الخلوية لهذه البكتيريا تجعلها مقاومة لدرجات الحرارة البارة والدافئة، إذ يمكن لبكتيريا الليستريا البقاء على قيد الحياة في درجة حراة التجمد فضلاً عن حرارة التبريد المعتدلة. لذلك يجب التنبه دائماً الى سلامة ونظافة الغذاء الذي نتناوله والابتعاد عن تناول جميع أنواع الأطعمة التي يحتمل أن تحتوي على بكتيريا الليستيريا.

أسباب الإصابة بداء الليستريات:

تعيش بكتيريا الليستيريا في التربة والمياه كما يمكن أن تصاب بها الحيوانات فتنتقل الى سوائلها الحيوية وبرزاها وبالتالي يمكن أن تنقل العدوى الى البشر وغذائهم.

أغلب حالات الإصابة بالليستريا تكون ناتجة عن:

  1. تناول الخضار والفواكه الحاملة لبكتيريا اليستريا بفعل التربة الملوثة.
  2. تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة بشكل جيد.
  3. تناول الحليب غير العقيم أو أحد استهلاك أحد المنتجات التي استخدم فيها الحليب غير المبستر كالأجبان الطرية أو اللبن الرائب.
  4. استخدام جميع أنواع اللحوم الباردة كالنقانق غير المعالجة بعد التصنيع.
  5. التماس المباشر مع الحيوانات الأليفة أو مخلفاتها والتي قد تحمل العدوى.

داء الليستريا وانتشارها عند الحيوانات:

يمكن أن تصيب بكتريا الــ L. monocytogenes العديد من أنواع الحيوانات مثل الماشية والأغنام والماعز، وتعتبر الليستريات أكثر شيوعًا عند الأرانب نظراً لحساسيتها العالية لهذه البكتيريا.

وتعد الإصابة المنتقلة الى البشر عبر الأرانب هي الأخطر وذلك نظراً لما تسببه من مشاكل في الإنجاب عند السيدات، وقد تؤدي الإصابة بالليستريات الى التهاب الرحم أو الإجهاض أو موت الجنين داخل الرحم.

أعراض الإصابة بداء الليستريات:

تختلف أعراض الإصابة بداء الليستريات حسب طور وشدة الإصابة. وقد لا تظهر أعراض الإصابة مباشرة بعد العدوى. إذ تتراوح فترة الحضانة من 11-70 يوماً.

تستمر الأعراض الأولية للإصابة بالليستريا لفترة تمتد من يوم الى ثلاثة أيام وتشمل على:

  • ارتفاع حرارة وحمى.
  • ألام عضلية.
  • وهن وضعف عام يشابه الى حد ما الأعراض المصاحبة لعدى الانفلونزا.
  • الشعور بالغثيان أو الإقياء.
  • إضرابات هضمية كالإسهال.

في بعض الحالات تنتقل عدوى الليستريات الى بعض الأعضاء والأجهزة الحيوية للمريض. وقد تصيب الجهاز العصبي مما يسبب بعض الإضرابات كــ:

  • التخليط وعدم التركيز.
  • تصلب وتيبس الرقبة.
  • صداع الرأس.
  • فقدان التوازن.
  • التشنجات والرعشات العصبية.

وفي حال انتقال العدوى الى الدوران الدموي فقد تتسبب في مضاعفات خطيرة كتسمم الدم ويمكن ان تصل العدوى الى الأغشية المحيطة بالدماغ مما يسبب التهاب السحايا. وتتطور عن الإصابة الدماغية الأعراض التالية:

  • شلل العصب القحفي: شلل ورعاش.
  • التهاب الدماغ.
  • التهاب السحايا: التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي.
  • التهاب السحايا والدماغ: مزيج من التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
  • خراجات دماغية: تراكم قيح موضعي داخل الدماغ.

النساء الحوامل هم أكثر عرضة للإصابة بالليستريات بـ 10 مرات أكثر من بقية الفئات المجتمعية. إذ تبلغ نسبة الإصابة بداء الليستريات أثناء الحمل 12 إصابة لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بـ 0.7 إصابة لكل 100 ألف نسمة في الحالة الطبيعية.

ومع أن الأم المصابة بعدوى الليستريا قد لا تظهر عليها أي أعراض خارجية، فقد يتأثر الجنين الذي لم يولد بعد بشكل شديد. وقد تؤدي العدوى بداء الليستريات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة. وهناك احتمال أن يعاني المولود من عدوى تهدد حياته في الأيام والأسابيع الأولى التي تلي الولادة.

يمكن أن تكون الأعراض لدى الأطفال حديثي الولادة خفية لا يلاحظها الأهل وقد تشمل:

  • ارتفاع حرارة وفي بعض الأحيان حمى.
  • فقدان الشهية أو الاهتمام بالغذاء.
  • تهيج.
  • اقياء.

عوامل الخطورة للإصابة بداء الليستريات:

ترتبط خطورة الإصابة بداء الليستريات ببعض العوامل مثل:

  • الأشخاص الذين تجاوزوا عمر الــ 65 هم أكثر عرضة للإصابة من باقي الفئات العمرية.
  • وجود إصابة كلوية يرفع من خطورة الإصابة بداء الليستريات.
  • وجود عدوى كبدية أو تليف كبدي.
  • الاستئصال الجراحي للطحال.
  • الإصابة بداء السكري.
  • استخدام العلاج الكيمائي عند مرضى السرطان يزيد من خطورة الإصابة بداء الليستريات.
  • بعض أنواع الأدوية كمضادات الالتهاب اللاستروئيدية ومثبطات المناعة.

علاج داء الليستريات:

بالنسبة لعلاج الإصابات الطفيفة عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أمراض مزمنة، فإن الجسم قادر على التعافي والاستشفاء الطبيعي ولا حاجة لاستخدام العلاج الدوائي.

أما بالنسبة للحالات الأكثر خطورة من عدوى الليستريات، فإن استخدام المضادات الحيوية هي الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا وخط العلاج الأول. وعادة ما يستخدم الأمبيسلين Ampicillin بمفرده أو مع مضاد حيوي آخر (غالبًا الجنتاميسين gentamicin).

في حالة حدوث تسمم الدم أو التهاب السحايا، سيتم إعطاء المريض المضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترات زمنية أطول تصل إلى 6 أسابيع من الرعاية والعلاج.

هل تنتقل العدوى من شخص لأخر؟

إن البكتريا المسببة لداء الليستريات يمكن أن تنتقل الى الإنسان عبر الغذاء أو عن طريق التماس مع الحيوانات ولا تنقل من انسان الى انسان باستثناء انتقال العدوى من الأم الحامل الى جنينها.

الوقاية من الإصابة بداء الليستريات:

لحسن الحظ هناك عدد من الإجراءات الوقائية لتقليل فرص الإصابة بداء الليستريات؛ وتعد هذه الإجراءات الاحتياطية مهمة عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للعدوى وبشكل خاص عند السيدات الحوامل:

  • الحفاظ على النظافة العامة والشخصية: غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل تحضير الطعام. تنظيف الأواني وأسطح العمل بنفس الطريقة.
  • تنظيف الخضار والفواكه النيئة: يجب الحرص على غسلها بالماء الدافئ وبفرشاة خاصة.
  • طهي الطعام بشكل جيد: تسخين أطباق اللحوم والبيض بشكل جيد جداً يشمل كافة جوانب هذه اللحوم يضمن سلامة الغذاء ويقي من العدوى. يمكن أن يكون استعمال مقياس حرارة الطعام مفيدًا لمراقبة طهي الطعام.
  • تجنب الأجبان الطرية: بما في ذلك الجبن البري، والفيتا، والكاممبرت ، والجبن الأزرق، أو الأجبان المحضرة على الطراز المكسيكي مثل الجبن فريسكو، والبانيلا، وكيسو بلانكو؛
  • في حالة وجود ملصق يحدد وبوضوح أن المنتج مصنوع من الحليب المبستر. يمكن تناول هذه الأجبان لأنها لا يمكن أن تحتوي على جراثيم الليستريا.
  • تجنب اللحوم الباردة: وخاصة اللحوم الباردة كالنقانق، ما لم يتم التأكد من طهيها على درجة حرارة عالية قبل تناولها.
  • احرص على غسل أي شيء يلامس اللحوم النيئة أو المطبوخة على البارد.
  • بالنسبة للمأكولات البحرية: تجنب المأكولات البحرية المدخنة المبردة ما لم يتم طهيها جيدًا قبل الاستعمال.

المصادر:

https://www.fda.gov/consumers/consumer-updates/keep-listeria-out-your-kitchen

https://www.fda.gov/animal-veterinary/animal-health-literacy/get-facts-about-listeria#:~:text=Listeriosis%20is%20more%20common%20in,also%20common%2C%20especially%20in%20chinchillas.

https://www.medicalnewstoday.com/articles/180370#prevention

https://www.cdc.gov/listeria/index.html

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/listeria-infection/symptoms-causes/syc-20355269