قد تكون عانيت سابقاً من ألم البطن بعد أكل المقليات والأكل الدسم، وقد يرافق هذا الألم العديد من الأعراض الهضمية المزعجة والتي تمنعك من ممارسة نشاطاتك اليومية. فما هي الأسباب المحتملة لهذا الألم؟ وما هي أضرار المقليات والأكل الدسم على صحتك؟
أصبح الأكل الجاهز شائعاً جداً في السنوات الأخيرة بسبب ضيق الوقت وعدم كفايته لإعداد الطعام في المنزل. ولم يعد يقتصر وجوده على مطاعم الوجبات السريعة بل أصبح في أماكن العمل والمدارس والجامعات.
المقليات والأكل الدسم مثل البطاطا المقلية والشيبس والهمبرجر وغيرها تحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات، الدسم والملح بينما تكون فقيرة بالألياف، المعادن والفيتامينات.
إذا شعرت بألم في البطن بعد وجبة طعام حاوية على المقليات وغنية بالدسم فإن هناك مجموعة من الأسباب المحتملة لذلك. بعضها يكون عرضياً وليس له أي مخاطر أما البعض الآخر فقد يخفي خلفه أمراض خطيرة تحتاج للمتابعة والعلاج.
وهي متلازمة هضمية شائعة تسمى أيضاً القولون العصبي وتتأثر فيها وظيفة المعدة والأمعاء، فلا تظهر أي علامات أثناء الفحص على وجود مرض فيها. لكنها تكون سبباً في العديد من الأعراض الهضمية مثل ألم البطن، النفخة، الغازات والغثيان، ويتم تشخيص هذا المتلازمة عادةً تبعاً للأعراض المرافقة.
وعلى الرغم أن الدراسات لم تثبت أكل محدد يحرض حدوث هذه المتلازمة، إلا أنه وتبعاً لتجارب المرضى فقد تم اتهام مجموعة من الأطعمة كأكثر المسببات لمتلازمة الأمعاء المتهيجة. المقليات والأكل الدسم تعتبر على رأس هذه القائمة اتي تضم أيضاً الكحول ،الشوكولاتة، الكافيين والمشروبات الغازية وغيرها.
تحدث هذه المتلازمة بشكل أشيع لدى النساء، وترتبط بعوامل أخرى عديدة مثل التوتر والقلق والتدخين. ويكون العلاج معتمداً على تخفيف الأعراض بشكل رئيسي باتباع نظام غذائي وأسلوب حياة صحي.
قد تكون أمراض المرارة محرضةً لألم البطن بعد أكل المقليات والأكل الدسم، فالوظيفة الرئيسية للمرارة هي تخزين سائل الصفراء المسؤول عن هضم الدسم في هذه الأطعمة. فتتقلص جدران المرارة وتحرر الصفراء داخل الأمعاء الدقيقة عند دخول الأكل الدسم إلى المعدة.
إذا حدث انسداد مؤقت للقناة التي تنقل سائل الصفراء بسبب زيادة في كثافته أو وجود حصاة مرارية داخل القناة، فقد يحرض نوبة مرارية (قولنج صفراوي). وهي عبارة عن ألم حاد وشديد في الربع العلوي الأيمن من البطن قد ينتشر إلى الكتف ويحدث كلما حاولت المرارة إفراغ السائل الموجود داخلها عبر قناة ناقلة غير سالكة. وذلك أشيع ما يكون بعد كل وجبة طعام عالية الدسم.
إذا استمر ألم البطن لأكثر من 6 ساعات أو ازدادت شدته مرةً بعد مرة فقد يشير إلى حدوث التهاب مرارة والذي يتطلب علاج عاجل. ويرافقه عادةً مجموعة من الأعراض مثل الغثيان، الإقياء، ارتفاع درجة الحرارة والرجفان. ويشيع حدوثه عند النساء وفي مرضى السمنة أو عند الفقدان السريع للوزن بالإضافة إلى الأعمار فوق ال 40 والعوامل الوراثية.
تحرض المقليات والأكل الدسم ارتخاء العضلات التي تفصل بين المعدة والمري وهذا قد يسبب ارتجاع محتوى المعدة للأعلى داخل المري. والذي يؤدي إلى إحساس بألم البطن والحرقة التي تمتد للأعلى على مسار المري. قد يكون الارتجاع المعدي المريئي مشكلة شائعة لكن تكرر حدوثه يعني احتمال وجود مشكلة أكبر وتحتاج إلى علاج.
يشير خزل المعدة إلى تأخر إفراغ المعدة من الطعام نحو الأمعاء بسبب نقص أو غياب حركات وتقلصات المعدة. ولهذه الحالة مجموعة من الأعراض مثل حس الامتلاء، النفخة والألم أعلى البطن، الحرقة والغثيان. وبعد وجبة غنية بالمقليات والأكل الدسم فإن هذه الأعراض تزداد سوءاً بسبب بقاء هذه الأطعمة لفترة أطول من غيرها في المعدة.
من أكثر المعرضين للإصابة بخزل المعدة هم مرضى السكر الذين يعانون من اعتلال عصبي سكري والمرضى المعرضون للعلاج الشعاعي لمنطقة البطن والصدر. بالإضافة إلى بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب.
يتضمن التهاب الأمعاء كل من داء كرون والتهاب القولون القرحي، وهي حالات من الالتهاب المتكرر للسبيل الهضمي خاصةً الأمعاء. في هذه الأمراض يحدث خلل في الجهاز المناعي مما يجعله يهاجم الجراثيم الطبيعية في الأمعاء وجميع محتويات الأمعاء من طعام وغيره.
للمقليات والأكل الدسم دور محرض لهذه الأمراض مما يسبب أعراض متنوعة من ألم البطن وخاصةً في أسفل البطن، الإسهال الدموي أحياناً، الغازات، نقص الوزن والإقياء.
في الحالة الطبيعية يعمل الجهاز الهضمي على تحطيم الأكل الدسم لجزيئات صغيرة ليسهل امتصاصها نحو الدم. أما عند وجود بعض الحالات التي تمنع إتمام هذه العملية فهذا يؤدي إلى اضطراب في امتصاص الدسم. فيعاني المريض بألم البطن بعد أكل المقليات والأكل الدسم مترافقاً بالنفخة والغازات والإسهال الدهني.
هناك العديد من الحالات المرضية التي تسبب اضطراب في امتصاص الدسم كالتهاب البنكرياس مثلاً، وذلك بسبب حدوث نقص في إفراز الإنزيمات المسؤولة عن هضم الدسم. بالإضافة إلى أمراض الكبد والمرارة وحالات أخرى عديدة.
بسبب تعدد الأسباب لألم البطن بعد أكل المقليات والأكل الدسم فإن الشعور بالأعراض لمرة واحدة قد يكون حالة عرضية ليس لها أهمية. ولكن إذا ما تكرر الألم والأعراض المرافقة له مرةً بعد مرة فإن زيارة الطبيب أصبحت واجبةً عليك لإيجاد التشخيص السليم والعلاج الأنسب في أبكر وقت ممكن.
يبدأ الطبيب بالاستماع إلى الأعراض التي تعاني منها كاملةً فقد تكون موجهة بشكل كبير للتشخيص المحتمل. ثم يتم اللجوء إلى بعض الفحوصات الإضافية مثل:
قد يحب الكثير منا هذه الأطعمة بسبب طعمها المميز لكنها في الواقع تحوي نسبة عالية من السعرات الحرارية والدسم مما له أضرار عديدة على صحتنا.
تتأثر هرمونات الجسم المسؤولة على الشهية وتخزين الشحوم بسبب المحتوى العالي من السعرات الحرارية والدسم في المقليات والأكل الدسم. فتسبب زيادة في تراكم الشحوم واكتساب الوزن الزائد.
بسبب ما يحدثه أكل المقليات والأكل الدسم من ارتفاع في ضغط الدم وانخفاض في الكوليسترول الجيد في الجسم والسمنة. فإن المريض معرض بشكل كبير لأمراض القلب والشرايين مثل القصور القلبي والاحتشاء الناجمين عن انسداد الشرايين بسبب تراكم الشحوم فيها.
يرتبط النظام الغذائي الغني بالأكل الدسم بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. فهذه الأطعمة بما تسببه من سمنة وزيادة الوارد من السعرات الحرارية تؤدي إلى خلل في تنظيم سكر الدم وزيادة المقاومة على هرمون الأنسولين.
تسبب المقليات والأكل الدسم العديد من الاضطرابات في الجهاز الهضمي مثل النفخة والإسهال وألم البطن. بسبب تأخر إفراغها من المعدة وتأثيرها السلبي على الجراثيم الطبيعية المفيدة في الأمعاء. فيتأثر هضم الألياف وتتراكم الشحوم في الجسم ومع الوقت تنشأ العديد من الأمراض المزمنة السابق ذكرها.
هناك العديد من الطرق للتخفيف من أضرار المقليات والأكل الدسم، وتعتمد هذه الطرق على طرق صحية لطهي هذه الأطعمة والالتزام بأسلوب حياة صحي.
بدلاً من قلي هذه الأطعمة بكميات كبيرة من الزيت فإنه يمكن استبدال ذلك بطرق أقل ضرراً على صحتا.
اقرأ أيضاً: العلوص الشللي
المراجع
https://www.medicinenet.com/abdominal_pain/symptoms.htm
https://www.medicinenet.com/why_does_my_stomach_hurt_after_every_meal/article.htm
https://www.healthline.com/health/stomachache-after-eating