يتساءل الكثيرون عن العلاقة بين ضعف النظر وعدم التوازن، وما دور وظيفة العين السليمة في حفظ توازن الجسم ومنع السقوط. مع التقدم بالعمر فإننا جميعاً نشعر أحياناً باختلال في التوازن من وقت إلى آخر، وهذا ما قد يكون له مخاطر صحية كبيرة كالسقوط والكسور العظمية.
وبينما ترتبط مشكلة عدم التوازن عادةً بمشاكل الأذن الداخلية ومنعكسات الجسم، فإن النظر يلعب دوراً هاماً في قدرتنا على التفاعل مع المحيط والتوازن أثناء نشاطاتنا اليومية كالمشي وصعود السلالم. ولفهم هذه العلاقة أكثر يجب أولاً فهم آلية عمل النظام الحسي الحركي في الجسم المسؤول عن التوازن والذي يعتمد بشكل رئيسي على دهليز الأذن الداخلية.
تحتوي العين البشرية على نهايات عصبية صغيرة مع خلايا حساسة للضوء تسمى العصي والمخاريط. تعمل هذه الخلايا على إرسال إشارات للدماغ عبر العصب البصري لمساعدته في التفاعل مع ما نراه، فيحدد مدى قربنا من الأشياء المحيطة كدرجة السلم مثلاً. أما إذا كان هناك اضطراب في النظر فإنك لن تستطيع تحديد المدى الذي يجب أن ترفع فيه قدمك للوصول للدرجة التالية.
يعتمد التوازن الجيد على مجموعة من أعضاء الجسم التي تعمل سوياً، وهي الأذن والعظام والمفاصل والعين والدماغ. تعمل هذه الأعضاء بشكل متواصل وتتشارك فيما بينها للمحافظة على سوية الجسم.
تقوم الأذن الداخلية بدور كبير في حفظ التوازن عبر الجهاز الدهليزي فيها، بينما تعمل العظام والمفاصل على إدارة الحس العميق للشعور بوضعية الجسم في كل لحظة. أما دور العين في التوازن فهو لا يقل أهمية عنهم.
تحتاج الأذن الداخلية للإنسان إلى حاسة النظر في الإحساس والحكم على العالم من حوله. فيستفيد جهاز التوازن من المعلومات القادمة من العين والدماغ للحفاظ على وضعية الجسم وتوازنه في أثناء الوقوف أو الحركة. لذا فإن أي مشكلة في النظر قد تسبب عدم التوازن واضطراب في وظيفة باقي أعضاء التوازن.
في المقابل فإن الاضطرابات في الجهاز الدهليزي والحس العميق يؤثر بشكل كبير على نظر الإنسان، فتسبب الدوار وعدم التوازن في حركة العينين.
في الأشخاص الذين يشعرون بعد التوازن يمكنهم الثبات في وضعية ما لكنهم يشعرون بأن الأشياء تلتف من حولهم. وقد يجدون صعوبة بالغة في السير في خط مستقيم وخاصةً عند الوقوف فجأة من وضعية الجلوس.
ضعف النظر قد يسبب صعوبة في المحافظ على توزان الجسم. حيث يعاني مرضى ضعف النظر من إجهاد عضلات العين لتعويض النقص في وضوح الرؤية، بالإضافة إلى أعراض الصداع واختلال التوازن.
تتعدد الأسباب في عدم توازن الإنسان وعجزه عن المشي أو الوقوف بثبات، ومن أشيع هذه الأسباب:
لتمييز اضطرابات التوازن بسبب ضعف النظر فإن هناك مجموعة من المؤشرات الهامة:
حيث تعد من أول الأعراض الملاحظة لاضطرابات النظر فيجد المريض صعوبة في استخدام اليدين في النشاطات اليومية كفتح الباب أو إدخال بطاقة الائتمان في الجهاز.
إذا وجدت صعوبة في النزول أو الصعود على السلالم فأخطأت في وضع قدمك على درجة السلم أو شعرت بدوران الأشياء حولك واضطررت للاستناد على الحائط فإنك تعاني من اضطرابات في الرؤية غالباً.
قد تشعر أحيانا بعدم وضوح الرؤية والعجز عن السير باتزان عبر الممرات المستقيمة الضيقة، وهذا قد يكون علامة على وجود مشكلة في النظر.
للتأكد من وجود ضعف النظر يجب زيارة طبيب العيون وإجراء الفحوص اللازمة للعين من حيث القدرة البصرية والتركيز ووضوح الرؤية. واختبار المنعكسات العينية واستجابة الدماغ لها. فوجود أي اضطراب في هذه الوظائف يؤثر على قدرة الجسم على الحفاظ على توازنه.
يبدأ علاج عدم التوازن المرافق لاضطرابات حاسة البصر بتصحيح هذه الاضطرابات إذا أمكن. وذلك بارتداء النظارات الطبية أو إجراء جراحة تصحيح النظر. ويضاف إلى ذلك جلسات علاجية لإعادة تأهيل العلاقة بين العين والدماغ وتمارين تنشيط الجهاز الدهليزي في الأذن.
اقرأ أيضاً: ما الذي تعرفه عن التهاب الأذن الخارجية