تصلب الشرايين

تصلب الشرايين
Doctor

تصلب الشرايين

الشرايين هي الأوعية الدموية التي تحمل الأكسجين والمواد المغذية من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. تنقل الشرايين الدم من القلب إلى باقي الجسم. تشكل طبقة رقيقة من الخلايا بطانة تحافظ عليها ناعمة وتسمح بتدفق الدم بسهولة, وهذا ما يسمى ببطانة الأوعية الدموية.

 

ما هو تصلب الشرايين؟

تصلب الشرايين هو تضيق في الشرايين ناتج عن تراكم الترسبات في جدر الشرايين. وهو مشكلة شائعة إلى حد ما مرتبطة بالشيخوخة. إنه السبب المعتاد للنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية ما يسمى معاً بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يمكن منع هذه الحالة وتوجد العديد من خيارات العلاج الناجحة. يحدث تصلب الشرايين عندما تتلف البطانة بسبب عوامل مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الغلوكوز والدهون والكوليسترول في الدم. يمكن أن تتجمع الدهون والكوليسترول والكالسيوم في الشرايين وتشكل الترسبات مع التقدم في العمر, يؤدي تراكم اللويحات إلى صعوبة تدفق الدم عبر الشرايين. قد يحدث هذا التراكم في أي شريان في الجسم، بما في ذلك القلب والساقين والكليتين. يمكن أن يؤدي إلى نقص الدم والأكسجين في أنسجة الجسم المختلفة، كما يمكن أن تتكسر قطع من اللويحات أيضاً مسببة جلطة دموية. قد يؤدي تصلب الشرايين إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب إذا تُرك دون علاج.

 

ما الذي يسبب تصلب الشرايين؟

يؤدي تراكم اللويحات وتصلب الشرايين اللاحق إلى إعاقة تدفق الدم في الشرايين، مما يمنع الأعضاء والأنسجة من الحصول على الدم المؤكسج الذي تحتاجه لتعمل. فيما يلي الأسباب الشائعة لتصلب الشرايين:

  • فرط الكوليسترول

الكوليسترول مادة صفراء شمعية توجد بشكل طبيعي في الجسم وكذلك في بعض الأطعمة التي نتناولها. إذا كانت مستويات الكوليسترول في الدم مرتفعة للغاية، يمكن أن تسد الشرايين. تشكل لويحة صلبة تقيد أو تمنع الدورة الدموية للقلب والأعضاء الأخرى.

  • الحمية

من المهم تناول نظام غذائي صحي. توصي جمعية القلب الأمريكية (AHA) باتباع نمط غذائي صحي شامل يشدد على:

    • مجموعة واسعة من الفواكه والخضروات.
    • كل الحبوب.
    • منتجات الألبان قليلة الدسم.
    • دواجن وأسماك بدون جلد.
    • المكسرات والبقوليات.
    • الزيوت النباتية غير الاستوائية، مثل زيت الزيتون أو زيت عباد الشمس.

بعض نصائح النظام الغذائي الأخرى:

    • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكر مضاف، مثل المشروبات المحلاة بالسكر والحلوى والحلويات. توصي جمعية القلب الأمريكية بما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة أو 100 سعرة حرارية من السكر يومياً لمعظم النساء، ولا تزيد عن 9 ملاعق صغيرة أو 150 سعرة حرارية يومياً لمعظم الرجال.
    • تجنب الأطعمة الغنية بالملح, عدم تناول أكثر من 2300 ملليجرام من الصوديوم يومياً, من الناحية المثالية يجب عدم استهلاك أكثر من 1500 ملغ في اليوم.
    • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير الصحية، مثل الدهون المتحولة. واستبدالها بالدهون غير المشبعة.
    • قلل الدهون المشبعة إلى ما لا يزيد عن 5 إلى 6 % من إجمالي السعرات الحرارية. بالنسبة لشخص يأكل 2000 سعرة حرارية في اليوم، فهذا يعني حوالي 13 جراماً من الدهون المشبعة.
  • الشيخوخة

يعمل القلب والأوعية الدموية بجهد أكبر لضخ الدم وتلقيه مع التقدم بالعمر. قد تضعف الشرايين وتصبح أقل مرونة، مما يجعلها أكثر عرضة لتراكم الترسبات.

 

من هم المعرضون لخطر الإصابة بتصلب الشرايين؟

تعرض العديد من العوامل لخطر الإصابة بتصلب الشرايين. يمكن تعديل بعض عوامل الخطر، بينما لا يمكن تعديل البعض الآخر.

  • التاريخ العائلي

إذا كان تصلب الشرايين منتشراً في العائلة، فقد يكون الشخص أكثر عرضة لخطر تصلب الشرايين. هذه الحالة بالإضافة إلى المشكلات الأخرى المتعلقة بالقلب غالباً وراثية.

  • عدم ممارسة الرياضة

التمرين المنتظم مفيد للقلب, يحافظ على قوة عضلة القلب ويشجع تدفق الدم والأكسجين في جميع أنحاء الجسم. يزيد العيش بأسلوب حياة خامل من خطر الإصابة بمجموعة من الحالات الطبية بما في ذلك أمراض القلب.

  • ضغط دم المرتفع

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية بجعلها ضعيفة في بعض المناطق. قد يقلل الكوليسترول والمواد الأخرى الموجودة في الدم من مرونة الشرايين بمرور الوقت.

  • التدخين

يمكن أن يؤدي تدخين منتجات التبغ إلى تلف الأوعية الدموية والقلب.

  • داء السكري

يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الشريان التاجي (CAD).

اقرأ أيضاً: مرض السكري الكاذب

  • المستويات العالية من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول "الضار" وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم
  • البدانة
  • الضغط العصبي
  • تناول كميات كبيرة من الكحول
  • توقف التنفس أثناء النوم

 

ما هي أعراض تصلب الشرايين؟

لا تظهر معظم أعراض تصلب الشرايين حتى يحدث الانسداد. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • ألم في الصدر أو ذبحة صدرية.
  • ألم في الساق والذراع وأي مكان آخر به شريان مسدود.
  • ضيق في التنفس.
  • تعب.
  • الارتباك والذي يحدث إذا كان الانسداد يؤثر على الدورة الدموية للدماغ.
  • ضعف عضلات الساقين نتيجة قلة الدورة الدموية.

من المهم أيضاً معرفة أعراض النوبة القلبية والسكتة الدماغية. يمكن أن يحدث كلاهما بسبب تصلب الشرايين ويتطلبان عناية طبية فورية.

تشمل أعراض النوبة القلبية ما يلي:

  • ألم في الصدر أو عدم الراحة.
  • ألم في الكتفين والظهر والرقبة والذراعين والفك.
  • وجع بطن.
  • ضيق في التنفس.
  • تعرق.
  • دوار.
  • الغثيان أو القيء.
  • شعور بالهلاك الوشيك.

تشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:

  • خدر في الوجه.
  • شلل.
  • ضعف أو تنميل في الوجه أو الأطراف.
  • مشكلة في التحدث.
  • مشكلة في فهم الكلام.
  • مشاكل في الرؤية.
  • فقدان التوازن.
  • صداع مفاجئ وشديد.

تشمل الأعراض المتعلقة بالشرايين التي تنقل الدم إلى الكلى ما يلي:

  • ضغط دم مرتفع.
  • القصور الكلوي.

 

كيف يتم تشخيص تصلب الشرايين؟

سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي إذا كانت هناك أعراض تصلب الشرايين. سيتحقق من:

  • النبض الضعيف.
  • تمدد الأوعية الدموية (أمهات الدم)، انتفاخ أو اتساع غير طبيعي في الشريان بسبب ضعف جدار الشرايين
  • بطء التئام الجروح، مما يشير إلى ضعف تدفق الدم.
  • قد يستمع طبيب القلب إلى القلب ليرى ما إذا كان هناك أي أصوات غير طبيعية. سوف يستمع إلى صوت أزيز، مما يشير إلى انسداد الشريان.

سيطلب أيضاً المزيد من الاختبارات وتشمل:

  • فحص الدم للتحقق من مستويات الكوليسترول.
  • الموجات فوق الصوتية دوبلر، والتي تستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صورة للشريان توضح ما إذا كان هناك انسداد.
  • مؤشر الكاحل-العضد (ABI)، والذي يبحث عن انسداد في الذراعين أو الساقين عن طريق مقارنة ضغط الدم في كل طرف.
  • تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA) أو تصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CTA) لإنشاء صور للشرايين الكبيرة في الجسم.
  • تصوير الأوعية القلبية، وهو نوع من الأشعة السينية للصدر يتم التقاطها بعد حقن شرايين القلب بصبغة مشعة.
  • مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG)، والذي يقيس النشاط الكهربائي في القلب للبحث عن أي مناطق ينخفض ​​فيها تدفق الدم.
  • اختبار الإجهاد أو اختبار تحمل التمرين، والذي يراقب معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء التمرين على جهاز المشي أو الدراجة الثابتة.

 

العلاج:-

تصلب الشرايين مهدد للحياة، ولكن العلاج متاح, يمكن أن يقلل تلقي العلاج الباكر من خطر حدوث مضاعفات خطيرة. يهدف العلاج إلى إبطاء أو إيقاف تطور اللويحات، ومنع تكون جلطات الدم، وعلاج الأعراض. تشمل الخيارات العلاجية:

  • تغيير نمط الحياة.
  • الأدوية.
  • الجراحة.
  • تغيير نمط الحياة

تظهر الأبحاث أن خيارات نمط الحياة التالية قد تقلل من المخاطر:

    • تجنب أو الإقلاع عن التدخين.
    • تناول الكحول باعتدال.
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
    • اتباع نظام غذائي صحي.
    • الحفاظ على وزن صحي.

قد يساعد اعتماد هذه الممارسات من مرحلة البلوغ المبكرة في منع المشاكل في وقت لاحق من الحياة.

  • الأدوية

سيصف الطبيب الأدوية التي تناسب احتياجات الفرد، اعتماداً على صحته العامة وغيرها من الحالات.

يمكن أن تساعد الأدوية المعروفة باسم الستاتين statins في ضبط مستويات الكوليسترول لدى الشخص, وغيرها من الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل الفيبرات fibrates

يمكن للأدوية الأخرى خفض ضغط الدم مثل حاصرات بيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم. وتقليل نسبة السكر في الدم ومنع الجلطات والالتهابات. يجب على الأشخاص اتباع تعليمات الطبيب وعدم التوقف عن تناول الدواء دون طلب المشورة الطبية. يجب عليهم أيضاً اتباع أسلوب حياة صحي، وكذلك استخدام الأدوية.

  • الجراحة

يحتاج الشخص في بعض الأحيان إلى عملية جراحية للتأكد من استمرار تدفق الدم في شرايينه بشكل فعال. تشمل الخيارات:

    • استخدام دعامة لتوسيع الأوعية الدموية.
    • جراحة المجازة والتي تنطوي على استخدام وعاء من مكان آخر في الجسم أو أنبوب اصطناعي لتحويل الدم حول الشريان المسدود أو المتضيق.
    • العلاج حال التخثر والذي يتضمن إذابة جلطة دموية عن طريق حقن دواء في الشريان المصاب.
    • عملية جراحية لإزالة تراكم الترسبات، في الرقبة مثلاً.
    • القسطرة والتي تنطوي على استخدام قسطرة وبالون لتوسيع الشريان، وإدخال دعامة في بعض الأحيان لترك الشريان مفتوح.
    • استئصال بطانة الشريان، والذي يتضمن إزالة الرواسب الدهنية من الشريان جراحياً.

قد تساعد هذه الخيارات الشخص المصاب بتصلب الشرايين الشديد.

 

ما هي المضاعفات المرتبطة بتصلب الشرايين؟

يمكن أن يسبب تصلب الشرايين:

  • سكتة قلبية.
  • نوبة قلبية.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • الموت.

اقرأ أيضاً: فشل القلب

كما أنها مرتبطة بالأمراض التالية:

  • مرض الشريان التاجي (CAD)

الشرايين التاجية عبارة عن أوعية دموية تزود أنسجة عضلات القلب بالأكسجين والدم. يحدث مرض الشريان التاجي (CAD) عندما تصبح الشرايين التاجية متصلبة.

  • مرض الشريان السباتي

توجد الشرايين السباتية في رقبتك وتزود دماغك بالدم. قد تتعرض هذه الشرايين للخطر إذا تراكمت الترسبات على جدرانها. قد يؤدي نقص الدورة الدموية إلى تقليل كمية الدم والأكسجين الذي يصل إلى أنسجة وخلايا الدماغ.

  • مرض الشريان المحيطي

  • مرض كلوي

الشرايين الكلوية تزود الكلى بالدم. تنقي الكلى الفضلات والمياه الزائدة من الدم. قد يؤدي تصلب الشرايين في هذه الشرايين إلى فشل كلوي.

 

ما هي التغييرات في نمط الحياة التي تساعد في علاج تصلب الشرايين والوقاية منه؟

يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة في الوقاية من تصلب الشرايين وكذلك علاجه، خاصة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2. تشمل التغييرات المفيدة في نمط الحياة ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون المشبعة والكوليسترول.
  • تجنب الأطعمة الدسمة.
  • إضافة السمك إلى نظامك الغذائي مرتين في الأسبوع.
  • ممارسة 75 دقيقة على الأقل من التمارين الشاقة أو 150 دقيقة من التمارين المعتدلة كل أسبوع.
  • الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً.
  • فقدان الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
  • تدبير حالات الإجهاد.
  • علاج الحالات المصاحبة لتصلب الشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري.

اقرأ أيضاً: فقدان الوزن بدون ريجيم

 

الخلاصة:-

تصلب الشرايين حالة خطيرة يمكن أن تكون لها عواقب مهددة للحياة. يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر، ولكن من المرجح أن تظهر الأعراض مع تقدم الناس في السن. تتمثل إحدى طرق تقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين في اتباع أسلوب حياة صحي منذ سن مبكرة. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من تصلب الشرايين، يمكن للطبيب تقديم المشورة بشأن خيارات العلاج ونمط الحياة لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات.

 

اقرأ أيضاً: ارتفاع نسبة الدهون في الدم - الأعراض والعلاج

 

المراجع

https://www.medicalnewstoday.com/articles/247837

https://www.webmd.com/heart-disease/what-is-atherosclerosis#1

https://www.healthline.com/health/atherosclerosis#complications