يعاني العديد من الأشخاص من تشكل خراج تحت الإبط ناجم عن حدوث التهاب في الجريبات الشعرية أو الغدد الدهنية في المنطقة، والذي يكون المسبب الأشيع له جراثيم تسمى العنقوديات المذهبة التي تنمو في الجريب على هيئة قيح وجلد ميت، وقد اعتمد الأطباء على مجموعة من الطرق لعلاج الخراج تحت الإبط والتي سنتحدث عنها في هذا المقال.
تترافق عادةً الخراجات تحت الإبط بمجموعة من الأعراض المزعجة للمريض مثل الألم والاحمرار، ويكون أغلبها حالات بسيطة لا تسبب قلقاً للمريض، أما في حال نموها السريع أو عدم التحسن خلال فترة أسبوعين من العلاج فإن زيارة الطبيب تصبح واجبة لاتخاذ الإجراء الأنسب للعلاج.
تحدث الخراجات تحت الإبط كما ذكرنا بسبب التهاب في الجريب الشعري، وهذا الذي يترافق حدوثه عادةً بالعوامل التالية:
في حالات التعرق الزائد المرافق لممارسة التمارين الرياضية وخاصةً في الأجواء الحارة أو الرطبة مع عدم الاغتسال بشكل جيد فإنه يكثر حدوث الخراجات تحت الإبط.
إذا كنت تحلق شعر الإبط بشكل متكرر فإن ذلك يعرضك بشكل أكبر لحدوث التهابات جرثومية في الجريبات الشعرية وتشكل خراجات فيها، فالحلاقة تسبب حدوث ثقوب صغيرة في الجلد تدخل عبرها الجراثيم بسهولة.
تترافق قلة النظافة الشخصية وعدم غسل منطقة تحت الإبط بالماء والصابون تراكم للخلايا الميتة وبقايا الجلد مما يشكل بؤرة للنمو الجرثومي وتشكل الخراج تحت الإبط.
في المرضى الذين يعانون من جهاز مناعي ضعيف يكون الجسم أقل قدرةً على مقاومة الالتهابات الجرثومية، فقد لوحظ أن خراجات تحت الإبط أكثر شيوعاً لدى مرضى الداء السكري، السرطان، الأكزيما والأمراض التحسسية.
يؤثر الخراج في المنطقة تحت الإبط على الجريب الشعري والنسيج المحيط به، فيشكل الالتهاب جوفاً حول الجريب يكون ممتلئاً بالقيح. ومع ازدياد كمية هذا القيح فإن حجم الخراج يزداد ويترافق بالأعراض التالية:
وقد يتصل أكثر من خراج معاً ليشكلوا جوفاً كبير الحجم تحت الجلد ممتلئ بالقيح.
لا تسبب الخراجات صغيرة الحجم أي قلق للمريض ويمكنه تدبيرها في المنزل. أما في الحالات التالية فإن استشارة الطبيب قد تكون ضرورية للعلاج:
يبدأ الطبيب بإجراء فحص سريري للمريض ومعاينة الخراج وذلك لتقدير سبب تشكله والعوامل المؤثرة. وقد يطلب الطبيب فحصاً مخبرياً لعينة من المفرزات القيحية المتجمعة في جوف الخراج.
أما في حال تكرر حدوث الخراج تحت الإبط فإن الطبيب قد يلجأ إلى فحوص إضافية لكشف المرض المستبطن المسبب لتشكل الخراج مثل ضعف المناعة أو الداء السكري مثلاً.
اقرأ أيضاً: السكري
لأن السبب الرئيسي وراء تشكل الخراج تحت الإبط هو الالتهاب الجرثومي بالعنقوديات المذهبة، فإن العلاج الأمثل يكون بالمضادات الحيوية التي تقضي على هذه الجراثيم وتحد من نموها.
يصف الطبيب عادةً المضاد الحيوي على شكل حبوب أو مرهم لعلاج الخراج تحت الإبط وقد تتطلب بعض الحالات الشديدة مضادات حيوية عبر الوريد، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
يعتمد اختيار المضاد الحيوي لعلاج الخراج تحت الإبط على حالة كل مريض، فليس كل مضاد حيوي يعمل بنفس الفعالية في القضاء على الجرثوم، فبسبب الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية أصبح يملك مقاومة على العديد منها.
لذا فالخيار الأمثل يكون عبر فحص الجرثوم مخبرياً ودراسة تحسسه على المضادات الحيوية المختلفة وإيجاد الدواء الأكثر فعاليةً في القضاء عليه.
في الحالات البسيطة من خراجات تحت الإبط فإنه يمكن اللجوء إلى مجموعة من الطرق المنزلية لعلاجها، وهي طرق أثبتت فعاليتها وتأثيرها السريع في الحد من الأعراض المزعجة للخراجات.
تساعد الحرارة على زيادة التروية في منطقة الخراج مما يساهم في دخول مقدار كافي من كريات الدم البيضاء والقضاء على الجراثيم بشكل سريع. وتعد الكمادات الساخنة من أفضل الطرق المنزلية في علاج خراجات تحت الإبط وتطبق لمدة 20 دقيقة ثلاث مرات يومياً حتى يشفى الخراج.
يملك هذا الزيت خصائص مضادة للجراثيم تساعد على القضاء على معالجة الخراج تحت الإبط إذا ما تم استخدامه بطريفة مناسبة. فهو لا يطبق مباشرةً على منطقة الإصابة لما قد يسببه من إحساس بالحرق. بل يتم مزج بضع قطرات منه مع ملعقة من زيت جوز الهند أو زيت الزيتون الصافي. ثم يتم مسح منطقة الإصابة بقطعة من القطن لمرتين أو ثلاث مرات يومياً حتى يختفي الخراج تماماً.
يحتوي زيت الخروع على مضاد التهاب طبيعي ذو خصائص قاتلة للجراثيم فيجعله ذلك خياراً مثالياُ لعلاج الخراجات المتشكلة في المنطقة تحت الإبط. ويمكن تطبيق زيت الخروع بشكل مباشر على منطقة الخراج لثلاث مرات يومياً وستلاحظ النتائج الفعالة خلال وقت قصير.
يعرف مسحوق الكركم بخواصه المضادة للالتهاب والقاتلة للجراثيم وذلك يجعله أحد أهم الخيارات العلاجية المنزلية للتخلص من خراجات تحت الإبط. ويمكن تناول هذا المسحوق عبر الفم عبر إذابته بالماء أو الحليب، أو تطبيقه بشكل مباشر على منطقة الإصابة أو استخدام كلا الخيارين معاً.
إذا لم تتحسن حالة الخراج تحت الإبط خلال أسبوعين أو ازداد حجمها كثيراً فإن الطبيب يمكن أن يختار العلاج الجراحي للخراج. فمع الزيادة في حجم الخراج وزيادة كمية المفرزات القيحية داخله فإنه يصبح طرياً مما يصعب انفتاحه تلقائياً لإفراغ محتوياته.
هنا يصبح العلاج الجراحي إلزامياً بإجراء شق صغير في الجزء الأكثر بروزاً من الخراج وإفراغ محتوياته باستخدام أدوات جراحية عقيمة. مع الحرص على عدم ترك أي بقايا ضمن الجوف لضمان ألا يتشكل الخراج مرة أخرى مع عودة النمو الجرثومي.
في الواقع لا يمكن الوقاية تماماً من تشكل الخراج في المنطقة تحت الإبط. ولكن هناك مجموعة من الإجراءات تساعد على الحد من حدوثه قدر الإمكان والوقاية من تكرار حدوثه في نفس المنطقة أو انتشاره لغير مناطق.
المراجع
https://www.healthline.com/health/boils-under-arm