يعاني العديد من الأشخاص في بعض الأحيان من حدوث الصداع المفاجئ أثناء ممارسة التمرين اليومي في المنزل أو في الصالات الرياضية، وهو أمر يدعو للقلق خاصةً إذا ما تكرر حدوثه لعدة مرات. قد تشعر بالألم في جانب واحد من رأسك أو قد يكون ممتداً على كامل الرأس.
يحدث هذا الصداع بفعل مجموعة متنوعة من الأسباب، والتي تعد بسيطة في معظمها ومن السهل علاجها وإصلاحها. وهناك طرق عديدة للوقاية من الصداع المرافق للتمارين يمكن اتباعها والتخفيف من حدته.
نذكر فيما يلي مجموعة من أشيع الأسباب المتهمة بإحداث الصداع المفاجئ أثناء ممارسة التمارين الرياضية. وكيف يمكن التمييز بينها تبعاً لصفات الصداع فيها والأعراض المرافقة له.
صداع الجهد هو أحد أنواع الصداع الذي يتم تحريضه بواسطة أنواع محددة من النشاطات الجسدية، والتي قد تكون سعال شديد مستمر أو نشاط رياضي عنيف مثلاً. وقد تشعر بهذا النوع من الصداع أثناء أو بعد ممارسة النشاط المسبب.
يصف المرضى هذا الصداع على أنه ألم شديد نابض في كلا جانبي الرأس، والذي يستمر لفترة زمنية تتراوح بين عدة دقائق إلى عدة أيام متواصلة.
يحدث صداع الجهد أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ويكثر إصابة الأشخاص بالنوع البدئي منه عند ممارسة التمارين في الطقس الدافئ أو على الأماكن المرتفعة.
لصداع الجهد نوعان رئيسيان، فهو إما أن يكون بدئياً أو ثانوياً:
يحدث صداع الجهد البدئي لأسباب غير معروفة، ولكن الخبراء يعتقدون أن السبب الرئيسي خلف حدوثه هو التوسع الحاصل في الأوعية الدموية أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
أما صداع الجهد الثانوي فهو يتم تحريضه بالتمارين الرياضية أيضاً، لكنه يكون مرتبطاً بحالة مرضية مستبطنة في الجسم. والتي تكون عبارة عن حالة بسيطة نسبياً مثل التهاب الجيوب الأنفية، أو حالة أشد خطراً مثل وجود ورم في الجسم. وهو غالباً ما يترافق مع أعراض أخرى مثل الإقياء، الاحتقان الأنفي، صلابة الرقبة والمشاكل البصرية.
يحدث التجفاف عندما يفقد الجسم مقدار عالي من السوائل ولا يعوضه بشرب سوائل كافية، مثل أن يتعرق بغزارة أثناء ممارسة التمرين أو بذل جهد فيفقد جزءاً من سوائل الجسم. وهذا أكثر ما يحدث إذا لم يشرب الماء الكافي قبل أو بعد التمرين.
يكون الصداع المفاجئ أثناء التمرين من أولى علامات التجفاف عادةً، وهناك علامات متعددة أخرى قد ترافقه مثل:
وفي الحالات الشديدة من التجفاف وملاحظة أعراض مثل تسرع النفس، خفقان القلب وهبوط ضغط الدم فقد يكون طلب العناية الطبية العاجلة واجباً للحفاظ على حياة المريض.
انخفاض أو هبوط سكر الدم قد يكون سبباً أيضاً للصداع المفاجئ أثناء التمرين، يحدث ذلك لأن سكر الدم أو الجلوكوز يعد واحداً من المصادر الرئيسية للطاقة في أجسامنا. فإذا لم نأكل بشكل كافي قبل ممارسة التمارين الرياضية وخاصةً المجهدة منها، فإن الجسم يبدأ بحرق الجلوكوز بداخله مما يسبب حدوث النقص في سكر الدم.
وهناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي ترافق حالة نقص سكر الدم عادةً، ونذكر منها ما يلي:
إذا كنت تمارس التمارين الرياضية الشديدة دون أن تكون في لياقتك الكاملة أو أن تبدأ بتمارين الإحماء المناسبة، فإنك معرض بشدة للإصابة بالتشنجات العضلية. والتي قد تظهر على هيئة صداع مفاجئ أثناء التمرين خاصةً إذا شملت التمارين جهداً على عضلتي الرقبة والأكتاف.
التمارين الشديدة مثل رفع الأثقال، الجري وتمارين الضغط قد تسبب تشنجاً في عضلات الرقبة إذا لم تجرى بشكل سليم.
الصداع التوتري هو أشيع أنواع الصداع التي يمكن أن يمر بها الإنسان، ويعتمد حدوثه بشكل رئيسي على التشنج العضلي بقعل ممارسة التمارين الرياضية أو التوتر النفسي للمريض.
ويترافق عادةً هذا النوع من الصداع مع مجموعة من الأعراض الذي تميزه عن غيره ونذكر منها:
إن التعرض لأشعة الشمس والجو الحار لفترة طويلة قد يسبب الصداع في كثير من الأحيان، وإذا ما ترافق ذلك بممارسة التمارين الرياضية فإن احتمال التعرض للصداع المفاجئ أثناء التمرين يصبح أمراً وارداً جداً. خاصةً لما تسببه التمارين المجهدة من تعرق غزير وضياع في سوائل الجسم.
تبعاً لمجموعة من الدراسات الموثوقة فإن الصداع النصفي أو الشقيقة يمكن الوقاية منه والحد من شدة أعراضه بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والمعتدلة. بينما في بعض الأحيان تكون النشاطات الرياضية أو الجهد محرضاً لبدء نوبة الصداع النصفي.
ومن أبرز الأعراض المرافقة للصداع النصفي المفاجئ أثناء التمرين نذكر التالي:
اقرأ أيضاً: الصداع النصفي (الشقيقة)
في الواقع تختلف طرق علاج الصداع المرافق لممارسة التمارين الرياضية تبعاً للسبب خلف هذا الصداع:
هناك مجموعة من النصائح التي يساعد اتباعها على تجنب حالات الصداع المفاجئ المرافق لممارسة التمارين الرياضية، ويمكن تلخيص أهمها بما يلي:
غالباً لا يكون الصداع المرافق لممارسة التمارين الرياضية أمراً يدعو للقلق أو لزيارة الطبيب إلا إذا لاحظت أعراض مرافقة خارجة عن السيطرة.
على سبيل المثال إذا كنت تمارس برنامج التمارين الرياضية ذاته على مدى عدة أشهر دون الشعور بأي مشاكل، ولكن فجأة بدأت تشعر بصداع مؤلم فإن ذلك قد يخفي خلفه مشكلة تستدعي مراجعة الطبيب لحلها.
بالإضافة إلى عدم استجابة ألم الصداع على مسكنات الألم الاعتيادية والذي يكون بسبب حالة مرضية تحتاج لاستشارة الطبيب.
لتشخيص السبب وراء شعور المريض بالصداع المفاجئ أثناء ممارسة التمرين يبدأ الطبيب بسؤاله عن صفات والأعراض المرافقة لهذا الصداع، مع محاولة تسليط الضوء على العوامل المحرضة لحدوثه.
وبالاعتماد على ما سبق وعلى التاريخ المرضي للمريض فإن الطبيب قد يلجأ أيضاً لبعض الفحوصات الدموية الشاملة والصور الشعاعية. وذلك لكشف وجود أو استبعاد الحالات المرضية الأكثر تعقيداً والتي تحتاج لعلاج سريع. ومن الأمثلة على هذه الفحوصات نذكر:
اقرأ أيضاً: الثعلبة
المراجع
https://www.webmd.com/migraines-headaches/triggers-exercise
https://www.henryford.com/blog/2018/10/exercise-induced-headaches